تجتمع الأنظار حاليًا على ولاية ألاسكا، حيث تُعقد قمة تاريخية تجمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط أمل أن تسفر عن تفاهمات بشأن حرب أوكرانيا وقضايا اقتصادية أخرى. يُطرح سؤال حول مدى تأثير هذه التسوية المحتملة على مسار الحرب في غزة.
تُشير تقارير غربية ومراقبون إلى أن القمة ذات المخاطر العالية بين ترامب وبوتين قد تحدد مستقبل الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن مستقبل أمن أوروبا. كما يسعى ترامب من خلالها لإثبات قدرته كـ”صانع صفقات بارع”، مع تلميحات لتمهيد الطريق ليظهر كـ”صانع سلام عالمي”، في محاولة لوقف الحرب في غزة وإظهار قدرته على حل النزاعات الدولية.
زيارة ترامب المحتملة إلى إسرائيل
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن احتمال قيام ترامب بزيارة إلى إسرائيل الشهر القادم، قبل توجهه إلى بريطانيا، مرهونًا بتطورات مفاوضات وقف إطلاق النار والحرب، في محاولة لتمثيل موقف داعم للأمن الإسرائيلي وتأكيد وجوده على الساحة الدولية.
تحديات وتفاعلات محتملة
يعتقد محللون أن قمة ألاسكا تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة واشنطن وموسكو على تجاوز خلافاتهما العميقة وإيجاد أرضية مشتركة، خاصة في ملفات حساسة مثل أوكرانيا، مع توقع أن يكون للتوترات بينهما تأثير على الأوضاع في غزة. إذ تظل عوامل التنافس الأيديولوجي بين البلدين عميقة، حيث تنطوي على مصالح وانتشار النفوذ في الشرق الأوسط، مما يجعل من الصعب التوصل إلى تفاهمات مباشرة بشأن قضايا المنطقة بشكل سريع.
وفي سياق ذلك، يرى خبراء أن من الممكن أن يتم تقديم حلول تفاهمية عبر إجراءات لبناء الثقة، مثل مشاركة روسيا في جهود إعادة إعمار ما بعد الحرب في المنطقة، أو ممارسة موسكو لضغوط على فصائل مسلحة لتهدئة الأوضاع، وتخفيف التصعيد، مع تقليل تركيزها على تصعيد عملية الصراع.
دور الولايات المتحدة وروسيا في صياغة الحلول
تُشير التحليلات إلى أن حرب غزة تستخدم أداة لتحويل الأنظار عن أوكرانيا، وإلهاء المجتمع الدولي، وتقسيم الجهد الدبلوماسي الأميركي. كما يمكن أن تساهم قمة ألاسكا في دفع حوار دبلوماسي شامل، بحيث تتخذ واشنطن وموسكو خطوات موحدة لوقف إطلاق النار، والضغط على إسرائيل لتمديد وقف العمليات، وإطلاق سراح الرهائن، على أن يكون ذلك خطوة نحو اتفاق أوسع يحفظ مصالح الأطراف ويوازن بين المشاريع الإقليمية والدولية.
وفي النهاية، يرى المراقبون أن نجاح القمة في توحيد الجهود أو تقريب وجهات النظر بين واشنطن وموسكو يمكن أن يفضي إلى وضع حد للأزمات الحالية، ويُعزز فرص حل النزاع في غزة، عبر مسارات دبلوماسية تفاهمية تفضي إلى وقف إطلاق النار وفتح مستقبل سياسي للمنطقة.







