قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة ألاسكا اقترحات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، استنادًا إلى مناقشات مع قادة أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا، لكن المعلومات المتوفرة قليلة ومقتضبة.
أشارت مصادر إلى أن ترامب أطلع زيلينسكي وقادة أوروبا على تفاصيل محادثته مع بوتين، التي جرت صباح السبت، فيما عرض بوتين يقضي بعدم وقف إطلاق النار إلا بعد التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب. فقد اقترح أن تنسحب كييف من منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد مقابل اتفاق روسي لتجميد خطوط القتال في منطقتي خيرسون وزابورجيه جنوبًا، مع رفض أوكرانيا الانسحاب من أراضيها كموقف مبدئي، خاصة من دونيتسك التي تعتبرها كييف خط دفاع استراتيجي يمنع التوغل الروسي.
ومن المتوقع أن تعيد موسكو مناطق صغيرة من الأراضي المحتلة في شمال سومي وشرق خاركيف، حيث تسيطر على مناطق من جيوب قد تبلغ مساحتها نحو 440 كيلومترًا مربعًا، في حين تسيطر أوكرانيا على نحو 6600 كيلومتر مربع من منطقة دونباس التي تتضمن المناطق التي تحتلها روسيا في دونيتسك ولوكمانسك، والتي تعتبر روسيا أن جزء من أراضيها.
اعترافات وسياسات محتملة
وفقًا للمصادر، يسعى بوتين للحصول على اعتراف رسمي من البيت الأبيض بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، لكن لم تتضح حتى الآن ما إذا كان المقصود هو الاعتراف الحكومي فقط أو الاعتراف من جميع الدول الغربية وأوكرانيا. بينما ترفض أوكرانيا وحلفاؤها الاعتراف بسيطرة موسكو على القرم رسميًا.
اقترح بوتين أيضًا رفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا، لكن لم يتم تحديد إذا كانت هذه العقوبات تشمل فقط الولايات المتحدة أم الأوروبية أيضًا. ووفقًا لترامب، لا يرى حاجة فورية لفرض رسوم على الدول التي تشتري النفط الروسي، لكنه قد يضطر لذلك خلال أسابيع قليلة.
أما عن الأوضاع الأمنية، فاقتراح روسيا يتضمن تقييد عضوية أوكرانيا في حلف الناتو، مع تقديم بعض الضمانات الأمنية لكييف، إلى جانب مطالب بمنح اللغة الروسية وضعًا رسميًا في بعض المناطق الأوكرانية، والسماح للكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالعمل بحرية في البلاد. فقد أصدرت كييف قانونًا يحظر المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا، واتهمت الكنيسة بدعم الحرب والأنشطة الموالية لروسيا، فيما نفت الكنيسة ذلك.
موقف وتوقعات
تُعد مقترحات بوتين إما محاولة لفتح باب التفاوض أو عرضًا نهائيًا لا يمكن التراجع عنه، خاصة بعد يوم واحد من لقاء ترامب وبوتين. من المقرر أن يزور زيلينسكي واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة سبل إنهاء الحرب التي بدأت في فبراير 2022. ورغم فشل القمة في التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار، قال ترامب إنه ومع بوتين توصلا إلى اتفاق واسع بشأن المبادئ الرئيسية، لكنه أكد أن أوكرانيا يجب أن توافق على ذلك، مضيفًا أن رفض أوكرانيا قد يعرقل الاتفاق.







