خرج مئات الآلاف من المتظاهرين الأحد إلى الشوارع في إسرائيل للتعبير عن مطالبهم بإنهاء الحرب الحالية وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية جديدة بهدف السيطرة على مدينة غزة، فيما تواصلت الاحتجاجات في عدة مدن إسرائيلية.
أتى ذلك بعد أكثر من أسبوع من موافقة المجلس الأمني الإسرائيلي على خطط للسيطرة على قطاع غزة، وسط حرب مدمرة وحصار مستمر منذ أكثر من عامين. في ميدان الرهائن في تل أبيب، الذي أصبح رمزًا للاحتجاجات، رفع المحتجون علما إسرائيليًا ضخمًا وصورا للرهائن المحتجزين في غزة. أغلقت الطرق الرئيسية، بما فيها الطريق السريع الرابط بين تل أبيب والقدس، مع إشعال إطارات مسببة زحاما مروريا كبيرا.
كشفت صحيفة “يدعوت أحرونوت” أن عدد المشاركين في المظاهرات بلغ نحو 400 ألف شخص، وهو رقم غير مسبوق، وأثارت الصور إعجاب المسؤولين الأميركيين، حيث تم نقلها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض عند رؤيتها: “واو!”.
ردود الفعل والتصريحات
اعتبرت صحيفة “هآرتس” أن مظاهرات الأحد تعد الأكبر منذ سبتمبر 2024، عندما قتل ستة رهائن في غزة أثناء هجوم الجيش الإسرائيلي على مواقع احتجازهم. دعا المحتجون، ومن بينهم عائلات الرهائن، إلى إضراب شامل في جميع أنحاء إسرائيل، مطالبين بوضع حد للحرب وإعادة الأسرى.
قال دورون ويلفاند، من المشاركين في التظاهرة في القدس، إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، ومساعدة إسرائيل على التعافي، وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. في المقابل، رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التظاهرات، محذرًا من أن الدعوات لإنهاء الحرب بدون هزيمة حماس قد تعزز موقف الحركة وتأجل إطلاق سراح الرهائن، وستؤدي إلى حرب لا نهاية لها. كما هاجم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، التظاهرات، قائلًا إنها تخدم مصالح حماس وتخفي الرهائن في الأنفاق، في حين أكد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن الدعوة للإضراب فشلت.
موقف المعارضة
أما زعيم المعارضة، يائير لبيد، فرفض هذه التصريحات وأكد أن القوة الوحيدة التي ستضعف حماس هي إسقاط الحكومة الفاسدة والفاشلة التي تواصل إدارة الوضع الحالي.
كانت قرارات إسرائيل توسيع العمليات العسكرية قد واجهت تنديدًا من المجتمع الدولي، إلى جانب احتجاجات داخلية رافضة لاستمرار العمليات العدائية الحالية، إذ يرى كثيرون أن الحلول السياسية ضرورية لوقف العنف واستعادة الأمل في السلام والاستقرار.







