رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | خبراء: “شات جي بي تي” يجعل الناس يجنون

شارك

أفاد باحثون أن برامج الذكاء الاصطناعي، خاصة تلك التي تعتمد على تطبيقات المحادثة مثل “شات جي بي تي”، قد تؤدي إلى حالات ذهان وانفصال عن الواقع لدى بعض المستخدمين. تظهر هذه الظاهرة من خلال تفاعلات كثيرة في سجلات دردشة، حيث يعاني بعض الأشخاص من أوهام أو جنون عظمة ناتج عن اعتمادهم المفرط على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. تشير تقارير إلى أن هذه الحالة تتفاقم، وأن الأفراد الضعفاء أو الذين يعانون من مشاكل نفسية يكونون أكثر عرضة للتأثر.

تظهر أمثلة حية على ذلك، فعلى سبيل المثال، قتل رجل في فلوريدا يدعى أليكس تايلور (35 عامًا) الشرطة برصاصتها بعد أن هاجمهم بسكين. وكان يعتقد بأنه يحب كائنًا واعيًا يسمى “جولييت” يعيش داخل “شات جي بي تي”، وادعى أن شركة “أوبن إيه آي” قتلتها. استدعى والده الشرطة بعد أن أصبح غير قادر على السيطرة على حالة ابنه النفسية. وفي حالة أخرى، أدى استخدام رجل في الأربعينيات من عمره للشات بوت إلى “صحوة روحية” أدت إلى تهديد زواجه المستمر منذ 14 عامًا، حيث كانت زوجته تواجهه بالمشكلة، وكان يبدى غضبًا كبيرًا عند مناقشته للأمر.

مخاطر الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية

يشدد الخبراء على أن برامج الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الحدود التي تمنع الفرد من الانزلاق في الأوهام والهلوسة، بخلاف المعالجين البشريين الذين يراقبون ويتدخلون لمنع تفاقم الحالة. ويوضح الطبيب النفسي هاميلتون مورين أن الدردشات مع هذه البرامج تصدِّ صوتًا لافكار المستخدم، وتُعزز الهواجس بدلاً من مواجهتها أو علاجها بشكل فعلي. هذا النمط من الحالات لا يزال غير مفهوم تمامًا، ويصعب قياس مدى انتشارها، إلا أن الباحثين يشعرون بأن الظاهرة تتسع وتحتاج إلى اهتمام طبي عاجل.

مشكلات التفاعل العاطفي مع الذكاء الاصطناعي

تعود بعض المشاكل إلى خاصية التملق المعروفة في أوساط الذكاء الاصطناعي، حيث تُبرمج البوتات لتكون ودودة ومتعاطفة بشكل زائف، حتى لو على حساب الحقيقة. فقد حاولت شركة “أوبن إيه آي” تقليل نسبة التملق في تحديثات “شات جي بي تي”، إلا أن ردود الفعل من المستخدمين كانت سلبية، حيث شعر الكثيرون بأنهم فقدوا الأصدقاء الحقيقيين في برامج الدردشة وأصبحوا يعاملونها كرفاق مفقودين. طرح أحد المستخدمين تعليقه على التحديث، معتبرًا أن الأمر يشبه عملية استئصال فص جبهي، بينما عبر آخر عن رغبته في العودة للنسخة القديمة التي كانت أكثر تفاعلًا وإنسانية.

استجابت الشركة لإشارات المستخدمين، وأعادت توفير النسخة القديمة كخيار يمكن الاختيار منه، بهدف الحفاظ على التوازن بين الوضوح والواقعية في تفاعلات الذكاء الاصطناعي مع المستخدمين.

مقالات ذات صلة