رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | أوكرانيا.. الضمانات الأمنية بين مطالب ترامب وشرط روسيا

شارك

تسارعت التحركات الدبلوماسية بين كييف وواشنطن والعواصم الأوروبية، بينما بقيت الحرب في أوكرانيا معلقة بين شروط الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصعيد الكرملين وإصرار كييف على الحصول على ضمانات أمنية. تتضح مخاوف كييف من فقدان حلم الانضمام إلى حلف الناتو، حيث يبرز ذلك كمرتكز رئيسي في أمنها القومي ومستقبلها السياسي.

وضع دونالد ترامب أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ثلاثة شروط واضحة، هي عدم التراجع عن شبه جزيرة القرم، وعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وعدم نشر قوات أميركية على الأراضي الأوكرانية، وهو ما شكل سقف الموقف الأميركي ورسالة مزدوجة لكل من كييف وموسكو. وعلى الرغم من ذلك، أبدى ترامب استعداده لمراقبة تطورات الساحة الروسية، مؤكدًا أن الأسابيع القادمة ستكشف مدى جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء الحرب.

رفض لقاء موسكو وتداعياته

كشفت مصادر عن رفض كييف لأي مبادرة لعقد اجتماع في موسكو بين ترامب وزيلينسكي، بعد أن اقترح بوتين ذلك، الأمر الذي يعكس مخاوف كييف من أن أي مفاوضات مع موسكو قد تؤدي إلى منح روسيا تفوقًا دبلوماسيًا على حساب أمنها. في سياق آخر، تسعى الحكومة السويسرية لاستضافة محادثات سلام، رغم صدور مذكرة بحق بوتين من المحكمة الدولية الجنائية، الأمر الذي يعقد الأمور أمام الجهود الدبلوماسية.

موقف أوروبا بين الضغوط والعقوبات

أكد المجلس الأوروبي بقيادة أنطونيو كوستا على أهمية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن إشراك أوروبا في مفاوضات السلام يعد أمرًا حيويًا. على الرغم من الانقسامات داخل الاتحاد، ظلت العقوبات على موسكو أداة فعالة، حيث تتداول بريطانيا ودول أخرى فرض حزمة عقوبات إضافية على بوتين، مع مطالبة كايا كالاس بسرعة إنجاز حزمة تجدد العقوبات بحلول الشهر المقبل.

الضمانات الأمنية كبديل للناتو

تمسكت كييف بالحصول على ضمانات أمنية تعادل في قيمتها عضوية حلف الناتو، وتتناول السيناريوهات الغربية ثلاثة احتمالات: قوة حفظ سلام كبيرة ومسلحة بآلاف الجنود للردع والدفاع، أو قوة ردع رمزية أوروبية أصغر لكن غير مجربة، أو قوة مراقبة محدودة تقتصر على الرصد والتبليغ. رغم ذلك، لم يلتزم ترامب بإرسال قوات أميركية، لكنه أعرب عن استعداده للدعم الجوي، فيما تخطط أوكرانيا لشراء أسلحة أميركية بتمويل أوروبي يصل إلى 100 مليار دولار، مع خطط لتصنيع طائرات مسيرة على أراضيها.

تقييم البرلمان الأوكراني للمحادثات الأخيرة

وصف عضو البرلمان الأوكراني أوليكسي غونشارينكو لقاء ترامب وزيلينسكي الأخير بأنه كان أفضل من السابق، مؤكدًا أن كييف كانت قلقة من تجاهل مطالبها، لكن الاجتماع أظهر أن أوكرانيا تظل مهمة لأمن أوروبا. وأكد أن روسيا وبوتين يظلان العائق الأكبر أمام تحقيق الضمانات الأمنية. أشار غونشارينكو إلى أن النموذج الأقرب هو المادة الخامسة من ميثاق الناتو، التي تعتبر أن أي هجوم على عضو هو هجوم على الجميع، وذكر أن أوكرانيا تستحق أن تطرق باب الحلف، لكن القرار النهائي يخص الأعضاء.

تحديات مستقبل عضوية الناتو والضمانات الفعلية

وأعرب غونشارينكو عن أن عضوية الناتو ليست قرارًا مباركًا من كييف وإنما يعتمد على توافق الدول الأعضاء، وأن بعض الدول مؤيدة للانضمام وأخرى غير جاهزة بعد، موضحًا أن المستقبل قد يشهد تغيرات في مواقف الحلف. أكد أن الضمانة الأهم لأوكرانيا تتمثل في تعزيز قوة جيشها، والتواجد المباشر للقوات الأوروبية، خاصة من فرنسا وبريطانيا، مع دعم مباشر من أميركا، وإمكانية عقد اتفاقات منفصلة مع قوى أوروبية وأميركية تمنح كييف حماية محمية.

يبقى المشهد مرتبكًا ومعقدًا مع استمرار الاستفهامات حول مصير أوكرانيا، حيث تعوق لاءات واشنطن سقف مطالب كييف، وتبحث أوروبا عن توازن بين دعم الانضمام والاحتراز، فيما ترفض موسكو أي مساس بمصالحها الاستراتيجية. تظل التحديات قائمة، ويخشى الأوكرانيون من أن خسارتهم حلم الانضمام إلى الناتو قد تفتح أبواب الجحيم، وتبقى الحاجة ملحة لضمانات أمنية قوية تضمن استقرارهم، وإلا ستظل الحرب قائمة على مستقبل غامض.

مقالات ذات صلة