عاجل | عراقجي يسلط الضوء على “لوبي واشنطن” والحرب والعلاقة مع السعودية

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن القدرة العسكرية لبلاده لعبت دورًا أساسيًا في ردع الأعداء ومنع نشوب حرب شاملة خلال الفترات الماضية. أوضح أن الجهود الدبلوماسية إلى جانب القوة العسكرية ساعدت في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، مشيرًا إلى أن إيران كانت على وشك الدخول في حرب ثلاث مرات في الأشهر الماضية، لكن الدبلوماسية كانت الحاسمة في تفاديها. أشار إلى أن قدرة القوات المسلحة على الرد الحاسم كانت العامل الرئيسي في ردع العدو وإنهاء احتمالات الحرب، وأن إبراز رسالة الردع بشكل واضح ساعد في ذلك، مع الحفاظ على دور دبلوماسي فعال خلال المواقف الصعبة.

السياسة الأمريكية وضغوط اللوبي

قال عراقجي إن إيران قدمت خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة خططًا متنوعة لإيجاد حل يوازن بين حق التخصيب وعدم امتلاك أسلحة نووية. أكّد أن واشنطن كانت مصرة على عدم قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، مع بعض مسؤوليها الذين أشاروا إلى ضرورة تطبيق سياسة التخصيب الصفري تمامًا. لفت إلى أن طهران كانت مستعدة لمناقشة حلول وسط، ولكن لوبي قوي داخل واشنطن ضغط لمنع التوصل لأي اتفاق يتجاوز التخصيب الصفري، الأمر الذي أدى إلى تشدد الإدارة الأمريكية وتراجع فرص التفاهم.

العلاقات مع السعودية

أشار عراقجي إلى أن العلاقات بين طهران والرياض شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، رغم ما تمر به المنطقة من تحديات. أكد أن هذا التطور لا يعني حل جميع الخلافات، إذ لا تزال هناك خلافات في بعض القضايا الإقليمية، إلا أن مستوى التفاهم تحسن إلى حد ما. ذكر أن السعودية دولة إقليمية كبيرة في العالم الإسلامي، وأنه من الضروري أن يتم حل القضايا الإقليمية بالتنسيق بين إيران والسعودية، ورغم وجود بعض الاختلافات في الرأي، فإن ذلك لا يجب أن يؤدي إلى عداوة بين البلدين.

تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

قال عراقجي إن إيران لا تستطيع إنهاء تعاونها مع الوكالة الدولية بشكل كامل، خاصة بعد تعليق عمليات تفتيش الوكالة. أشار إلى أن استئناف تفتيش الوكالة يعتمد على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي، ومفتشو الوكالة يمكن أن يعودوا إلى المواقع النووية حال صدور قرار بذلك. أوضح أن هذا يتطلب قانونًا يصدره البرلمان، بناءً على موافقة المجلس الأعلى، وتوقع أن يتم استبدال الوقود في محطة بوشهر النووية خلال الأسابيع المقبلة مع وجود مفتشين من الوكالة، لإعادة التعاون بشكل كامل.

الأحداث الأخيرة وردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية

ذكر عراقجي أن إسرائيل شنت هجومًا مفاجئًا على الأراضي الإيرانية في 13 يونيو، استهدف مواقع عسكرية ونووية وأدى إلى مقتل علماء ومسؤولين كبار في البرنامج النووي الإيراني. ردت إيران على ذلك بقصف إسرائيلي بالصواريخ والطائرات بدون طيار. في 24 يونيو، أعلنت الولايات المتحدة وقف الأعمال العدائية بعد أن شنت إسرائيل هجمات على مواقع إيرانية، ما أدى إلى توقف المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن التي كانت ستستأنف بعد ذلك. أكد أن هذه التطورات أدت إلى توقف الحوار النووي الذي بدأ في أبريل، وعرقلت جهود التفاوض بين الطرفين.