أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن قوة الدفاع العسكري الإيراني لعبت دورًا حاسمًا في ردع الأعداء ومنع نشوب حرب شاملة خلال السنوات الماضية. أوضح أن هذه القوة، بالإضافة إلى العمل الدبلوماسي، كانت العنصر الرئيسي للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، مشيرًا إلى أن إيران كانت على أعتاب الحرب عدة مرات خلال العام الماضي، لكن الدبلوماسية نجحت في تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد العسكري. أشار إلى أن قدرات القوات المسلحة على الرد الحاسم كانت العامل الأهم في إنهاء حالات التهديد، وأنها كانت سببًا في إقلاع العدو عن المواجهة العسكرية، مؤكدًا أن قدرة إيران على الدفاع عن نفسها ونجاحها في توصيل رسالة الردع تشكل الضمانة الأساسية لعدم اندلاع الحرب، مع تفاعل فعال للدبلوماسية في الوقت ذاته.
الرد على الضغوط الأمريكية والخطط النووية
لفت عراقجي إلى أن إيران طرحت العديد من الخطط العملية خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى حل لقضية برنامجها النووي. أشار إلى أن واشنطن كانت مصرة على عدم قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، مع مناقشة خيار “التخصيب الصفري” لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، وأن طهران كانت مستعدة للنظر في حلول وسط تسمح بحقها في التخصيب دون امتلاك أسلحة نووية، لكن اللوبيات القوية في واشنطن ضغطت لمنع أي اتفاق يُنهي هذا المطلب، مما أدى إلى تعنت الإدارة الأمريكية وإحباط التوصل لحلول وسطى، رغم استعداد إيران لمقاربات مختلفة ومرونة في تلك المفاوضات.
تطورات العلاقات مع السعودية
أوضح عراقجي أن العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من التحديات الإقليمية المستمرة. أكد أن هذا التحسن ساهم في تحسين مستوى فهم بعضهما البعض، لكنه أشار إلى أن الخلافات لم تُحل بالكامل، إذ لا تزال هناك قضايا إقليمية عالقة. وأكد أن السعودية تعتبر طرفًا إقليميًا كبيرًا في العالم الإسلامي، وأن التنسيق بين الدولتين ضروري لحل الخلافات، مع التأكيد على ضرورة حل القضايا الإقليمية عبر التعاون والتفاهم، وليس من خلال العداوة أو المواجهة.
التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال عراقجي إن إيران لا تستطيع التخلي بشكل كامل عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة بعد تعليق عمليات التفتيش، مشيرًا إلى أن قرار استئناف المفتشين يعتمد على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. أوضح أن استبدال الوقود لمحطة بوشهر النووية يتطلب وجود مفتشين من الوكالة خلال الأسابيع القادمة، وأن العودة إلى التعاون ستتم وفق قوانين تصدر عن البرلمان وقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي. أضاف أن إيران كانت قد علقت تعاونها مؤخرًا، بعد فشل الوكالة في إدانة الضربات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية على منشآتها النووية في يونيو، مشددًا على أن استئناف التعاون يعتمد على السياسات الوطنية والإجراءات القانونية الداخلية.
الهجمات والتوترات الأخيرة
بيّن عراقجي أن إسرائيل نفذت هجومًا مفاجئًا على الأراضي الإيرانية في 13 يونيو الماضي، استهدف مواقع عسكرية ونووية، وأسفر عن مقتل علماء ومسؤولين نوويين وعسكريين. ردت إيران عبر شن هجمات صاروخية وطائرات من دون طيار على مواقع إسرائيلية، وتوقف مفاوضات العودة للاتفاق النووي بين طهران وواشنطن بعد التصعيد الإسرائيلي، مما أدى إلى توقف الحوار غير المباشر الذي بدأ في أبريل. وفي 24 يونيو، أعلنت واشنطن عن وقف الأعمال العدائية، على خلفية الهجمات والإجراءات العسكرية، غير أن التصعيد والاستهدافات المتبادلة زادت من مستوى التوتر في المنطقة، وأثرت على مسار المفاوضات النووية.







