تستعد إسرائيل لهجوم جديد على قطاع غزة، وتشير مصادر غير رسمية إلى أن الحكومة والجيش الإسرائيلي قد أعلنا أرقامًا غير حقيقية بشأن عدد القتلى من عناصر حركة حماس، مع أن الحرب أسفرت عن مقتل آلاف الفلسطينيين. وجاءت معلومات من تحقيقات مشتركة بين صحيفة “غارديان” البريطانية ومجلة “+972” الإسرائيلية وموقع “لوكال كول” الإخباري الناطق بالعبرية، لتكشف أن قاعدة البيانات التي تستخدمها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ضمت أكثر من 47 ألف اسم لمسلحي حماس والجهاد، قتل منهم حوالي 8900 شخص، حسب الأرقام الرسمية.
لكن الأرقام التي أعلنت عنها القيادة الإسرائيلية كانت أكبر بكثير، إذ تحدثت عن قتلى يتجاوز عددهم 17 ألفًا إلى 20 ألفًا، خلال ذات الفترة، وهو ما يتجاوز بأكثر من الضعف الأرقام الرسمية المعلنة. وأكدت المصادر أن الأرقام المعلنة كانت “غير دقيقة” عمدًا، بهدف تعزيز صورة النجاح في الحرب، خاصة أن الاحتلال اختار أن يقيس نجاحه من خلال عدد القتلى بين المسلحين، دون أن يراعي تدمير المناطق والمآسي التي وقعت للمدنيين. وأوضح مصدر عسكري غربي رفيع أن محاولة قياس التقدم العسكري عبر إحصاء جثث المسلحين كانت غير صحيحة تكتيكيًا، وأنه من المستحيل قتل كل من ينتمي لحماس، فكيف يكون ذلك معيار النصر؟
أعداد القتلى والتداعيات على غزة
تشير تقديرات القطاع الصحي في غزة إلى أن الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف، مع وجود عدد كبير من المفقودين، وتخلط الأرقام بين المدنيين والمسلحين. وفي إطار التصعيد، كشفت إسرائيل عن خطة لاحتلال مدينة غزة بالكامل، مع محاولة إجبار نحو مليون شخص على النزوح باتجاه الجنوب، الأمر الذي أثار انتقادات دولية واسعة حول مستوى الإنسانية في تعامل إسرائيل مع المدنيين.
التحديات الإنسانية في غزة
واعتبر مرصد عالمي للجوع أن مدينة غزة والمناطق المجاورة تعاني من مجاعة حقيقية، ومن المتوقع أن يتسع نطاق الأزمة، مما يضاعف الضغوط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع المدمَّر. في ظل استمرار القتال، تتفاقم الأوضاع الإنسانية، ويتزايد معاناة السكان المدنيين، بينما تواصل إسرائيل تنفيذ خططها العسكرية، وسط انتقادات دولية واسعة.







