رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | سباق معقد بين النووي الإيراني و”آلية الزناد” الدولية

شارك

تتسارع الأحداث حول الملف النووي الإيراني وتتصاعد وتيرة الساعات، في سباق معقد بين المحادثات النووية والعقوبات الدولية التي يراه البعض قريبة، عبر “آلية الزناد” أو “سناب باك”. تشير الآلية إلى إعادة جميع العقوبات الأممية على طهران مرة واحدة، وهو أمر قد يؤدي إلى تغيرات جذرية في المنطقة. الأوروبيون لوحوا بخطوة تعتبر تاريخية قد تُغير المشهد الإقليمي بالكامل، في حين تواصل إيران تمسكها بحقها في التخصيب ورفضها التنازل عن سيادتها.

الآلية وأهميتها في التصعيد

إعادة تفعيل آلية الزناد تعني استئناف العقوبات الدولية التي رفعت بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015، وتوصف بأنها عودة شاملة للعقوبات الأممية، وليس فقط الأمريكية أو الأوروبية. كان من المفترض أن يُنذر الأوروبيون بتفعيلها في نهاية الشهر الجاري، ما دفع إيران إلى فتح قنوات دبلوماسية غير رسمية مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية لمحاولة تِفادي الانفجار المحتمل.

تفاعل المواقف الأوروبية والأمريكية

أصبح المزاج السائد في العواصم الغربية أكثر حزمًا، مع مطالب واضحة من طهران بتقديم أفعال ملموسة بدلاً من الأقوال، خوفًا من أن تستغل إيران الفترة التفاوضية لكسب الوقت. الوحدة بين الولايات المتحدة وأوروبا تظهر بشكل واضح، إذ أصبح الأوروبيون يتماهَوْن مع الموقف الأمريكي، ويعتبرون أن المفاوضات فرصة أخيرة، وإذا لم تظهر إيران مرونة وتقدم خطوات حاسمة، سيتجه الملف إلى مجلس الأمن لتطبيق العقوبات الدولية القاسية.

الرؤية الإيرانية ودفاعها عن السيادة

يرى المتخصصون أن إيران تعتبر موقفها واضحًا ومبررًا، خاصة رفضها عودة المفتشين الدوليين إلى مواقعها النووية في ظل الظروف الحالية، خوفًا من أن يتم استخدام المعلومات المسربة لتخطيط هجمات عسكرية عليها. وترى طهران أن مطالب الأوروبيين ما هي إلا وسيلة ضغط أميركية، وأن واشنطن تسعى، عبر أوروبا، إلى تفكيك قدراتها النووية والجيوسياسية، مطالبين بضمانات واضحة لحقها في التخصيب وعدم الانسحاب مرة أخرى من أي اتفاق.

حق التخصيب.. خط أحمر

تلزم الاتفاقية النووية لعام 2015 وقرار مجلس الأمن الـ2231 إيران بحق التخصيب حتى نسبة 3.67 بالمئة، إلا أن الغرب يطالبها الآن بالعودة إلى التخصيب الصفري، وهو طلب ترفضه طهران لأنه يتنافى مع الاتفاق. تعتبر إيران أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى اتفاق حقيقي، بل إلى تفكيك قدراتها النووية والصاروخية، وتتطلب قبل التفاوض اعترافًا بحقها في التخصيب وضمانات بعدم الانسحاب المجدد من الاتفاق.

الظل العسكري وتهديدات الحرب

يبقى احتمال نشوب حرب قائمًا، حيث حذر قواص من أن إيران قد تهدد بالخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مما يعزز احتمالات التخصيب العالي ويدفع إسرائيل، على وجه الخصوص، للتفكير في خيار عسكري. ويرى بور أن إيران لا تخشى الحرب بقدر خوفها من تحميلها مسؤولية اندلاعها، فهي تريد أن تظهر أمام العالم كطرف تفاوض، رغم أن الحرب ستكون مكلفة من الجميع، خاصة أميركا وإسرائيل، وتتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

مقالات ذات صلة