رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | سلاح حزب الله: حديث عن خطة “خطوة مقابل خطوة”

شارك

دخلت قضية نزع سلاح حزب الله في لبنان منعطفًا جديدًا بعد تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان، توم باراك، التي أطلقت بوابة أمام خطة مرتقبة ستطرحها بيروت بنهاية أغسطس، تتضمن تصورًا عمليًا لإقناع الحزب بالتخلي عن سلاحه.

قدم رئيس مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان، السفير إد غبريال، خلال مقابلة أنظار العالم رؤية تفصيلية عن السيناريو المتوقع في حال تحقق هذا المسار، مؤكدًا أن الخطة لا تقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل تشمل معادلة أوسع تعتمد على حوافز اقتصادية واجتماعية مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي وضمان سيادة لبنان.

خطة بيروت على طاولة التفاوض

كشف غبريال أن الحكومة اللبنانية تستعد لطرح خطة رسمية قبل نهاية أغسطس، وسيعمل الجيش على صياغة خطة لتنفيذها خلال الأسبوع المقبل. وأوضح أن الخطة لا تعتمد على القوة العسكرية المباشرة، وإنما على الإقناع والتدرج، بحيث تكون هناك خطة جاهزة من قبل الجيش اللبناني إذا اتفقت الأطراف على تنفيذها، مما يعكس أن الموضوع تجاوز النقاشات السياسية ليصبح مسارًا عمليًا يتولى الجيش تنفيذ الخطوات بموافقة الأطراف.

الخطوة خطوة وتبادل المنفعة

نقل غبريال أن مبعوث أميركي كعادته، توم باراك، أبدى استعدادًا للتعاون مع بيروت إذا أحرزت تقدمًا في ملف السلاح. وبيّن أن المقاربة الأميركية تعتمد على مبدأ المعاملة بالمثل، بحيث يتبع كل تقدم لبناني تراجع إسرائيلي تدريجي عن بعض المواقع الحساسة، خاصة التلال الحدودية في جنوب لبنان. ويشترط نجاح العملية أن يلتزم الجانب الإسرائيلي بالانسحاب تدريجيًا لضمان استمرارية التنفيذ.

الحوافز الاقتصادية والاجتماعية كوسيلة إقناع

أما التحول الرئيسي فتمثل في الاعتماد على الحوافز بدلاً من الضغوط، حيث ترى واشنطن أن إقناع الطائفة الشيعية بالتخلي عن السلاح يتطلب ضمانات ملموسة، تتمثل في إعادة إعمار جنوب لبنان، وتوفير وظائف ودخل ثابت، وتأمين الأمن والرفاهية الاجتماعية، خاصة للشيعة. وأكد غبريال أن التنسيق مع دول الخليج وفرنسا يمكن أن يُنتج خطة تضمن أن أمن الشيعة سيظل محفوظًا بعد نزع السلاح، وأن ذلك يشكل معادلة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

الدعم الأميركي والموقف الإسرائيلي

عبّر غبريال عن أن الولايات المتحدة تؤيد بشكل كامل مسار نزع سلاح حزب الله، وأنها ستوفر دعمًا ماليًا وتقنيًا للجيش اللبناني، وتساعد في عمليات إعادة الإعمار، وتضغط سياسيًا لتحقيق التعاون المطلوب من جميع الأطراف. وأكد أن النجاح يتوقف على التزام إسرائيلي مواز، خاصة في عملية الانسحاب التدريجي التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد غبريال أن فشل الجانب الإسرائيلي في الوفاء بالتزاماته قد يعطل الخطة ويمنح حزب الله ذريعة للاستمرار في التسلح.

الملف الاقتصادي والسياسي والحدود

لم يقتصر حديث غبريال على الجانب الأمني فقط، بل شدد على ضرورة إجراء الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لضمان استدامة أي اتفاق. وأوضح أن الحكومة اللبنانية بحاجة لتحرك جدي في هذه الملفات لدعم القرارات الأمنية وتحقيق نتائج ملموسة. كما أشار إلى أن نجاح الخطة قد يفتح الباب لنقاشات ترسيم الحدود اللبنانية–السورية، وربط ذلك بمسار تدريجي يركز على عمليات الترسيم بين لبنان وإسرائيل في وقت لاحق.

اختتم غبريال حديثه موضحًا أن مهمة المجموعة الأميركية هي دعم العلاقات بين واشنطن ولبنان، وضمان فهم الطرفين للمسار المطلوب، وأن الخطة والحوار المتواصل يمثلان مكونات رئيسية للحفاظ على سيادة لبنان واستقراره.

مقالات ذات صلة