يُقبل الكثير من الناس على استهلاك مساحيق البروتين لتعزيز صحتهم وأداءهم الرياضي، متجاهلين أحيانًا المخاطر التي قد تنتج عن الاستخدام المفرط لها. تتسم هذه المساحيق بتركيز عالٍ من مركبات البروتين، مما يسهل استهلاك كميات تتجاوز احتياجات الجسم الطبيعية. وعلى الرغم من أن تناول كميات أكبر من البروتين قد لا يسبب مشكلات صحية خطيرة لمعظم البالغين الأصحاء، إلا أن الإفراط المستمر قد يتسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد تستدعي الحذر.
مشاكل الجهاز الهضمي
تسبب مساحيق البروتين، خاصة تلك المصنوعة من مصل الحليب أو الكازين، أحيانًا مشاكل في الجهاز الهضمي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية أو مشاكل في هضم اللاكتوز المرتبط بالألبان. يمكن أن تؤدي هذه المنتجات إلى أعراض مثل الغازات، الانتفاخ، الإسهال، أو تقلصات في المعدة، مما يسبب إزعاجًا للمستخدمين.
زيادة الوزن وارتفاع مستوى السكر في الدم
ينصح خبراء التغذية باختيار مساحيق تحتوي على كميات منخفضة من السكر المضاف، حيث إن الإفراط في تناول السكر قد يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية، التي يمكن أن تسبب زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم. من المهم الالتزام بالحد اليومي الموصى به من السكر، والذي يقدر بحوالي 24 غرامًا للنساء و36 غرامًا للرجال، لتجنب هذه المخاطر.
تأثيرات على الكلى
تشكل مساحيق البروتين خطرًا على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى، إذ يمكن لتناول كميات كبيرة من البروتين أن يسرع تدهور وظيفة الكلى مع مرور الوقت. فقد أظهرت دراسات أن المصابين بأمراض الكلى المزمنة الذين يستهلكون أكثر من 90 غرامًا من البروتين يوميًا يعرضون أنفسهم لمزيد من الضرر في أنسجة الكلى.
التلوث والملوثات
تحتوي بعض مساحيق البروتين على سموم وملوثات، من بينها المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية، والتي يمكن أن تتواجد بسبب عمليات التصنيع أو المصادر غير النظيفة. تعرض المستخدمين لمثل هذه الملوثات على المدى الطويل قد يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة، منها زيادة مخاطر الإصابة بأمراض سرطانية وسوء الحالة الصحية العامة.
تأثيرات إضافية للإضافات المضافة
ليست كل الآثار السلبية ناتجة عن البروتين نفسه، بل قد تنتج عن الإضافات التي تدخل في تركيبة المساحيق، مثل الكافيين والكيراتين أو المحليات الصناعية. فالكافئي يمكن أن يسبب اضطرابات صحية مثل الارتعاش، الصداع، وصعوبة النوم. والكيراتين قد يسبب زيادة الوزن، الجفاف، اضطرابات في المعدة أو تشنجات عضلية. أما المحليات الصناعية، فهي غالبًا آمنة عند استخدامها باعتدال، لكن بعض الأشخاص قد يشعرون بآثار هضمية غير مرغوب فيها.
