أعلنت المؤسسة الخيرية التابعة للملياردير الأميركي بيل غيتس عن توقفها عن تمويل منظمات غير ربحية كانت تدعم القضايا التقدمية والمرشحين الديمقراطيين. تم ذلك في أواخر يونيو الماضي، وفقًا لإعلان داخلي للمؤسسة حصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز”. تشير البيانات إلى أن المؤسسة، التي تملك ثروة تقدر بـ77 مليار دولار، أوقفت التمويل عن منظمات تديرها شركة “أربيلا أدفايزر” ومقرها في واشنطن.
وذكر مسؤولو مؤسسة “بيل وميليندا غيتس” أنهم لن يستثمروا مجددًا في كيانات مرتبطة بـ”أربيلا”، كما أنهم لن يمددوا أي منح حالية للشركة الاستشارية الربحية. وأوضحوا أنهم يسعون للخروج المبكر من استثمارات طويلة الأمد، بهدف التعامل المباشر مع المستفيدين من المنح وتقليل الاعتماد على الوسطاء. أبدى المسؤولون أن هذا القرار يعكس استراتيجيتهم التجارية، ويهدف إلى حماية سمعة المؤسسة التي أسسها وأدارها غيتس لقرابة ثلاثين عامًا.
وتزايد التدقيق على شركة “أربيلا” نتيجة لصناديقها المعروفة بـ”الأموال المظلمة”، التي تم دعم الديمقراطيين والقضايا التقدمية من خلالها. أعلن مسؤولون أن المؤسسة تركز الآن على حماية مصالحها وتجنب المخاطر السياسية، خاصة بعد تهديدات من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضد منظمات مرتبطة بالحزب الديمقراطي.
الشكوك حول أنشطة شركة أربيلا
ذكرت صحيفة “ديلي ميل” أن دعم غيتس لقضايا التنوع والعدالة والإدماج تضاءل، مع سعيه لعزل مؤسسته عن المخاطر السياسية المرتبطة بشركة “أربيلا”. كانت المؤسسة واحدة من أكبر داعمي الشركة، حيث استثمرت حوالي 450 مليون دولار على مدى 16 عامًا في صناديقها غير الربحية. لكن، توجد شبهات بأن الصناديق التي تديرها الشركة تدعم منظمات لها أهداف سياسية، وتسعى لتحقيق أهداف عبر العمل المدني، خاصة دعم المرشحين الديمقراطيين وإقصاء الجمهوريين، حيث تبرعت إحدى مجموعات الشركة بأكثر من 97 مليون دولار للجهات السياسية منذ 2016.
واجهت الأنشطة السياسية لشركة “أربيلا” انتقادات من شخصيات محافظة، منها الملياردير إيلون ماسك، الذي دعا إلى التحقيق في أداء الشركات التابعة لها. ردت شركة “أربيلا” بأنها تقدم دعمًا تشغيليًا لمئات المؤسسات الخيرية، وأنه لا توجد لديها مانحون أو تنشط في المجال السياسي بشكل مباشر. كما أن مؤسسة غيتس كانت تمنح صندوق “نيو فانتشر فاوند” مبلغًا قدره 41 مليون دولار خلال خمس سنوات لدعم صحة المرأة حول العالم، رغم أن رئيس الصندوق أكد أن تمويل غيتس يمثل أقل من 2% من التمويل السنوي للصندوق.







