بدأت إيران بسرعة في تنفيذ عمليات “تطهير” لموقع نووي شمالي طهران، تعرض لضربات جوية إسرائيلية بهدف محو الأدلة على أنشطة تتعلق بتطوير أسلحة نووية. أظهرت صور الأقمار الاصطناعية جهوداً كبيرة من جانب إيران لإزالة المباني المتضررة أو المدمرة بشكل سريع، ويبدو أن الهدف من ذلك هو إخفاء أي أدلة على أنشطة أبحاث أو تطوير أسلحة نووية قد تكون في الموقع.
ويأتي هذا التطور في ظل تقارير معهد العلوم والأمن الدولي، وهو جهة مستقلة يترأسها مفتش الأمم المتحدة السابق دافيد أولبرايت، والذي أكد أن إيران تبذل جهوداً حثيثة لإخفاء أي آثار تشير إلى أنشطة نووية غير سلمية. ولم يتم الرد من سفارة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب التعليق حتى الآن، وتؤكد طهران دائماً أن برنامجها النووي لأغراض سلمية ويكذبون أية نية لامتلاك أسلحة نووية.
وفي الوقت نفسه، تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات في طهران لبحث استئناف عمليات التفتيش التي تعرقلت بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران، وتشمل هذه المفاوضات الفترة من 13 إلى 24 يونيو، وسط ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية رئيسية، الأمر الذي يجعل التوتر يزداد في المنطقة.
ومن المحتمل أن تبدأ بريطانيا، فرنسا وألمانيا اليوم عملية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، بسبب انتهاكها للاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية. وفي الوقت ذاته، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ملزمة قانونياً بعدم عرقلة عمليات التفتيش، وهناك رغبة في زيارة جميع المواقع ذات الصلة، من بينها منشآت فوردو Negro، نطنز وأصفهان، التي شهدت ضربات جوية أميركية.
تفاصيل الضربات الجوية على الموقع
ذكر التقرير أن إسرائيل نفذت مرتين غارات على موقع معهد “موجده” أو “لاويزان 2” في 18 يونيو، ضمن حملة استهدفت مئات الأهداف في إيران. وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى وجود علاقة مباشرة بين الموقع وبرنامج “آماد” لتطوير الأسلحة النووية، الذي انتهى في 2003، وفقاً لتقارير الاستخبارات الغربية.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية الأولى عن تدمير عدة مبان، أحدها مرتبط بمعهد الفيزياء التطبيقية وآخر بيشتبه في علاقته بمجموعة شهيد كريمي، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات على خلفية أنشطتها في الصواريخ والمتفجرات. وتبع ذلك هدم المباني، حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية بدء أعمال التنظيف وإزالة الأنقاض منذ الثالث من يوليو، كما كشفت صور أخرى أن عمليات الهدم مستمرة بهدف طمس الأدلة على أنشطة نووية.
وفي يونيو، استهدفت الغارات معهد الفيزياء التطبيقية وألحقت أضراراً بمبنى أمني وورشة، فيما كشفت صور أغسطس عن هوية المباني التي تم تدميرها وإزالة الأنقاض منها بالكامل، بهدف تفادي أي عمليات تفتيش مستقبلية قد تكشف عن أنشطة نووية سرية.







