تقوم إسرائيل حاليا بالتحضير للمرحلة المقبلة من عملياتها العسكرية في قطاع غزة، حيث تكشف صور الأقمار الاصطناعية عن حجم الدمار الذي يلحق بالمباني في حال تنفيذ عملية اقتحام واسعة. أظهرت التحليلات أن حوالي 80 بالمئة من المباني في مدينة غزة تضررت أو دُمرت بالكامل، حيث يُقدر أن أكثر من 36 ألف مبنى قد طالها الدمار منذ بداية الحرب. الأحياء الأكثر تضررًا تشمل الشجاعية والنصر ومخيم الشاطئ، إذ تبقى غالبية مبانيها مهددة أو مدمرة، بينما تحتفظ مناطق أخرى مثل الدرج والصبرة والرمال والتفاح بنسبة تصل إلى 40 بالمئة من مبانيها بشكل ضعيف أو لم تتأثر بشكل كبير.
التحديات الميدانية والتداعيات
يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات كبيرة على الأرض بسبب الدمار الواسع وتراكم الأنقاض، مما يصعب التحرك داخل المناطق المدمرة. إذ إن غالبية المناطق مهدمة، ويصعب دخول المباني المنهارة سيرًا على الأقدام خوفًا من الانهيار والسقوط، كما أن إزالة الكميات الضخمة من الأنقاض تتطلب معدات هندسية ضخمة. ويُعتبر وجود الأنفاق التي أنشأتها حركة حماس أكبر تعقيد، إذ يصعب اكتشافها أو تدميرها من الجو، خاصة وأن بعضها يمتد تحت المباني، مما يُشّكل مخاطر كبيرة على القوات الميدانية.
الكمائن والتفخيخات
تشير التقارير إلى وجود شبكة أنفاق كبيرة تحت المناطق المأهولة، تستخدمها حركة حماس لتنفيذ كمائن أو للتفاف حول القوات، الأمر الذي يزيد من خطورة العمليات ويمنح الحركة فرصًا للتحصين والتواجد بكثافة في مناطق لم تُسيطر عليها القوات منذ فترة طويلة. وجود العديد من العبوات المفخخة والمتفجرات يهدد القوات بشكل مستمر ويصعب التعامل معها بسهولة، مما يعقد العمليات الميدانية ويزيد من احتمالات المفاجآت غير المتوقعة.
