رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | هل خدم اليمين الإسرائيلي المتطرف التغلغل في الأراضي، وهل له علاقة بحماس؟

شارك

يستمر تصاعد معركة غزة وسط تأثير قوي لليمين الإسرائيلي المتطرف، حيث يلعب نفوذ هؤلاء الوزراء، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، دورًا رئيسيًا في تحديد مجرى الحرب وقرارات الحكومة. سياساتهم المتطرفة تعرقل أي جهود لوقف التصعيد أو فتح آفاق سياسية للحل، حيث فرضوا فيتو على أي توجهات للتهدئة، واضطروا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمراعاة مشاعر القاعدة اليمينية للحفاظ على دعمها، رغم الضغوط الدولية والمحلية لبحث مسارات السلام.

تأثير اليمين وإدارة نتنياهو للحرب

وفقًا لخبير في العلوم السياسية من غزة، فإن تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف أدى إلى تحويل الصراع من إدارة لحساب المواقف الأيديولوجية المتطرفة، بما يشمل تصعيد الاستيطان والانتهاكات المقدسات، بعيدًا عن محاولة التوصل لحل سياسي، حيث باتت الأولوية لفرض السيطرة وإثبات القوة.

حركة حماس وخسائرها الكبرى

واجهت حماس بعد هجوم 7 أكتوبر تداعيات كبرى، حيث خسرت الكثير من قوتها العسكرية والمؤسساتية، وتدهورت أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية. كانت قبل ذلك تتبع سياسات إيجابية بزيادة الدعم من قطر، لكن الهجوم غير مجرى الأمور، وحقق ضربة قاسمة للحركة، رغم أن اليمين الإسرائيلي استفاد من وجودها كذريعة لتوحيد المجتمع، ولتبرير التشدد الممنهج ضد الفلسطينيين.

استغلال حماس للصراع الداخلي الإسرائيلي

استغلت حماس حالة الانقسام داخل إسرائيل، عبر وسائل الإعلام والرسائل النفسية، مما زاد من الضغط على الجمهور الإسرائيلي، وأتاح للحركة فرصة لتعزيز ضغطها النفسي والسياسي، رغم الخسائر التي تكبدتها على الأرض، وبذلك أضافت للفجوة بين الجماهير وسياسة الحكومة. إذ أدى سيطرة اليمين إلى تصعيد الصراعات الداخلية، وخدمة مواقف حماس السياسية.

سيطرة اليمين على المشهد السياسي الإسرائيلي

تشير تحليلات إلى أن الحكومة تمثل أحيانًا إرادة الشعب، وأحيانًا لا، حيث يظل الرأي العام مترددًا بين الحاجة لإنهاء الحرب ونزع سلاح حماس، وبين رغبة الأكثرية في الاستمرار في المواجهة. وتؤكد التفاعلات أن القوى الخارجية، خاصة الإدارة الأمريكية، تلعب دورًا في توجيه مسار السياسات، فيما تظل الديمقراطية في إسرائيل محدودة بكونها “ديمقراطية يهودية” تتمثل فيها أصوات فئة صغيرة من المجتمع، بينما يظل الرأي العام في أغلب الأحوال يعكس مصالح الحكومة فقط.

مقاومة ومحاولة التمدد الإسرائيلي

تتابع إسرائيل استراتيجية “إسرائيل الكبرى” تدريجيًا، عبر توسيع نفوذها في الضفة الغربية وجنوب سوريا وجنوب لبنان، متذرعة بحجج أمنية وسياسية، في حين تستثمر حماس التصعيد لتعزيز موقفها، من خلال إبراز قدرتها على الصمود ومواصلة المقاومة، رغم الضربات والمشاكل الداخلية.

الثمن والأفاق المستقبلية

يدفع الشعب الفلسطيني الثمن الأكبر في هذا الصراع، سواء من خلال تدمير البنية التحتية أو تدهور الظروف المعيشية. ويقول مراقبون إن الاستمرار في العنف لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة، وأن الحل الحقيقي يتطلب مسارًا سياسيًا يعترف بحقوق الفلسطينيين، ويضع حدا للاستيطان والاحتلال. أما في الجانب الإسرائيلي، فإن الانتخابات القادمة ستكشف مدى اتجاه الحكومة نحو التهدئة أو التصعيد المستمر، وهو ما يؤثر على فرص التوصل إلى حلول دائمة، ويترك الفلسطينيين في دائرة الخطر المستمر.

وفي النهاية، تظل السياسات الإسرائيلية، خاصة بتمركزها داخل الحكومة اليمينية المتطرفة، مسؤولة بشكل كبير عن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وسط لعبة معقدة من السياسات المحلية والإقليمية والدولية، التي توازن بين التصعيد والتهدئة، ويظل الشعب الفلسطيني هو الضحية الوحيدة في هذا الصراع المستمر.

مقالات ذات صلة