رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | تداعيات حرب غزة.. فتح تحذر من تهجير ملايين الفلسطينيين

شارك

يستمر التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، مع تصاعد المخاوف من خطة لإخلاء المدينة من سكانها، وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد القصف ودمار المنازل، خاصة في أحياء الزيتون والصبرة، حيث تفجّر منازل عديدة، وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في مناطق جباليا وضواحي القطاع.

توازيًا مع ذلك، يعقد البيت الأبيض اجتماعًا برئاسة الرئيس دونالد ترامب، بهدف وضع خطة لما بعد الحرب في غزة، وسط تحذيرات فلسطينية من مخاطر تهجير أكثر من مليونين من السكان، تشير إلى استمرار الأزمة الإنسانية واستنزاف البنية السكانية للقطاع.

الجهود الدولية وخطط ما بعد الحرب

تسعى إدارة ترامب لتقديم مساعدات عاجلة، تشمل إقامة مراكز وخيام لنقل السكان إلى الجنوب، لمحاولة التخفيف من آثار الإخلاء الإجباري، مع تأكيد مسؤولين أميركيين على وضع خطة شاملة لمرحلة ما بعد الحرب، مع توقعات بحل نهائي للوضع خلال نهاية العام، متضمنة مقترحات لإعادة إعمار القطاع وتقليل تأثير العمليات العسكرية، رغم انتقادات الفلسطينيين لغياب رؤية سياسية واضحة من الجانب الأميركي.

موقف الولايات المتحدة والانتقادات الفلسطينية

يركز الجانب الأميركي على حماية إسرائيل أولًا، حيث أكد المبعوث الأميركي أن الإدارة تسعى لتعزيز أمن إسرائيل وتنسيق الجهود لإعادة الاستقرار، مع سعيها لتطعيم خطة لإعادة إعمار غزة، تتضمن أيضًا مناقشات حول ضرورة تفكيك وجود حماس في القطاع، وعبر مسؤولون فلسطينيون عن قلقهم من أن السياسات الأميركية تصب في خدمة أهداف إسرائيل، وأنها لا تضع مصالح الفلسطينيين في الاعتبار بشكل جدي، خاصة في ظل استمرار سياسة التهجير والاستهداف.

الجانب الفلسطيني وخطة العودة

يؤكد مسؤولون فلسطينيون أن الحل الأكثر واقعية يتمثل في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وانسحاب حماس من المشهد السياسي، بهدف إدارة موحدة، موضحين أن غياب هذا التوحد يعمق الانقسام ويعطي فرصة للاستيطان الإسرائيلي، وأن الحلول الدولية يجب أن تركز على إعادة السيطرة الفلسطينية على القطاع، مع ضرورة التوافق على نظام قضائي وإداري موحد، لمنع استمرار التهجير وتفتيت الأرض الفلسطينية.

انتقادات فلسطينية للعملية السياسية والاحتلال

يشدد المسؤولون على أن اتفاقية أوسلو لم تمت، بل تم إجهاضها من قبل الاحتلال الإسرائيلي من خلال ممارساته العدوانية في الضفة وغزة. ويرى الفلسطينيون أن الحلول يجب أن تضمن سيطرة كاملة للسلطة على القطاع، بما يشمل تفكيك وجود حماس وتسليم السلاح، مؤكدين أن المقاومة ستستمر بشكل سلمي وشرعي، مع التطلع إلى دعم دولي لحماية الحقوق الفلسطينية، ضد سياسات التهويد والتقسيم العنصري التي يتبعها الاحتلال.

التضخيم الإسرائيلي والأثر النفسي

تتهم فتح إسرائيل باستخدام أحداث الحرب الأخيرة لزيادة الضغط على المجتمع الدولي، وتضخيم الخطر على أمنها، مع استغلالها للأحداث لتقديم نفسها كضحية، بينما تواصل العدوان على الفلسطينيين منذ عقود، مع التأكيد على أن تدمير غزة يخدم مشروع الاحتلال الرامي لإنهاء القضية الفلسطينية وتهويد القدس والضفة.

استراتيجية فتح وموقفها من التصعيد

تركز فلسفة فتح على حماية الفلسطينيين من استنزاف الاحتلال، مع الاستفادة من الظروف الدولية لتمكين الشعب، مع رفضها لمحاولات تفريغ الهوية الفلسطينية، وتؤكد أن إسرائيل تسعى لتغيير التوازن السكاني بسلب حقوق الفلسطينيين، إلا أن المقاومة الفلسطينية ستستمر في مواجهة السياسات العدوانية، ولن تسمح بمسح الهوية أو التهجير القسري.

تسلط هذه التطورات الضوء على تداخل الحرب العسكرية مع المخططات السياسية الأميركية والإسرائيلية، في وقتٍ يظل فيه الشعب الفلسطيني يواجه تحديات مركبة، مع استمرار انقسامات وأزمات داخلية، ومطالبة بعودة الوحدة الوطنية لإنهاء الاحتلال وحماية الحقوق الوطنية بشكل فعلي، بعيدًا عن الحسابات الدولية التي لا تراعي مصالح الشعب الفلسطيني بشكل كامل.

مقالات ذات صلة