أعلنت جماعة الحوثي يوم السبت عن تعيين محمد أحمد مفتاح رئيسًا للوزراء في حكومتها غير المعترف بها دوليًا، خلفًا لأحمد غالب الرهوي الذي قضى في غارة جوية إسرائيلية استهدفت صنعاء.
ويُعتبر هذا التعيين خطوة تعكس تمسك الجماعة بالموقف المتشدد، ويأتي وسط تواصل الحرب مع إسرائيل ومعاناة اليمنيين من الأوضاع المعيشية الصعبة. ويؤكد المراقبون أن اختيار مفتاح لا يدل على توجه نحو الانفتاح أو معالجة الأزمات، بل يعزز الخطاب الأيديولوجي المتشدد للجماعة.
من هو محمد أحمد مفتاح؟
وُلد مفتاح عام 1967 في مديرية الحيمة بمحافظة صنعاء، ويُعد من الشخصيات الدينية الأكثر تشددًا داخل الحوثيين. برع في الخطابة والتعليم في المساجد قبل أن يصبح من أبرز الوجوه الدعوية والفكرية التي تروج لخطاب متشدد يدعم الجماعة منذ نشأتها. تربطه علاقة بمشايخ دينيين، من بينهم بدر الدين الحوثي، وشارك بشكل واسع في المحاضرات والدورات الصيفية التي كانت وسيلة لنشر أفكار الجماعة بين الشباب.
وعُرف عن مفتاح أنه اعتُقل سابقًا بسبب مواقفه المؤيدة لحروب صعدة ضد الدولة، ثم انضم لاحقًا إلى “اللجنة الثورية العليا” التي أنشأها الحوثيون عقب انقلابهم في صنعاء، كما ساهم في تأسيس حزب الأمة الذي يعتبر واجهة سياسية للجماعة.
ما معنى تعيين مفتاح؟
يؤكد مراقبون أن تعيين مفتاح لا يهدف إلى التهدئة أو تحسين الأوضاع، بل هو رسالة واضحة على تمسك الحوثيين بموقفهم المتشدد، خاصة مع تصاعد الحرب مع إسرائيل ومع تدهور الظروف المعيشية. يُنظر إليه على أنه محاولة لملء الفراغ بعد مقتل الرهوي، لكنه يضيف عزلًا سياسيًا أكبر للجماعة ويزيد من صورتها ككيان أيديولوجي أكثر منه جهة حاكمة تهدف إلى خدمة المواطنين.
