رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | الانتخابات النصفية: الاستفتاء الأول على عهد ترامب الثاني

شارك

يترقب ترامب استحقاق الانتخابات النصفية في 2026 كاختبار حاسم لمساره السياسي، حيث يجمع بين خطاب تغلب عليه فكرة “أميركا أولاً” وإنجازات اقتصادية مثار جدل، مع ضغوط داخلية وخارجية من قضايا مثل الحرب في أوكرانيا والأزمة في غزة والتوتر مع إيران.

القاعدة الشعبية وحدودها

يؤكد ديفيد رمضان أن قاعدة ترامب الانتخابية تظل أقوى سلاح يحمل به حملته، فهي موالية للشعار وتتبنى خطاباً شعبوياً. لكنها، رغم صلابتها، ليست كافية لحسم معركة تعتمد على أصوات المستقلين والمتأرجحين، خصوصاً مع الهامش الضئيل الذي يفصل الجمهوريين عن الديمقراطيين في الكونغرس.

الاقتصاد بين الدعاية والواقع

يرى إهاب عباس أن الاقتصاد يمثل ركيزة رئيسة للخطاب الانتخابي، فهناك مؤشرات عامة على تحسن بعض القطاعات وانخفاض جزئي لأسعار السلع وتحسن في الأسواق، ما يمنح ترامب مادة دعائية قوية. إلا أن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة ما زالا يشكلان هاجساً لشرائح واسعة، فيما يلاحظ فقدان ترامب لبعض الشخصيات الاقتصادية الكبيرة، وهو ما قد يؤثر في ثقة رجال الأعمال في سياساته.

الانقسام الجمهوري: معضلة داخلية

يرى مسعود معلوف أن التحدي الأكبر لترامب قد يأتي من داخل حزبه، فالتباين الأيديولوجي بين الجناح اليميني المتشدد والجناح التقليدي يظهر بوضوح في ملفات مثل إيران والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. يرى التقليديون أن سياسات ترامب قد تضعف صورة الولايات المتحدة كقوة دبلوماسية، بينما يرى الجناح المتشدد أن هذه السياسات تعكس الحزم والقوة، ما يفتح شرخاً يعكس نفسه في صناديق الاقتراع ويؤثر على القدرة على الحفاظ على المقاعد في دوائر حاسمة.

السياسة الخارجية: ما بين المكاسب والانتقادات

يتفاخر ترامب بفرضه عقوبات على إيران وتعزيز التحالف مع إسرائيل باعتبارها دفاعاً عن المصالح الأميركية، لكن منتقدين يرون أن التركيز المفرط على إيران أضعف توازن الولايات المتحدة الدبلوماسي، كما أن ملف غزة أثار غضباً واسعاً لأنه بدا وكأن واشنطن تتخلى عن دور وسيط نزيه، الأمر الذي يعزز عزلة الولايات المتحدة خارجياً.

الانتخابات النصفية: قاعدة تاريخية ضد الرئيس

يذكّر بول سالم بأن الانتخابات النصفية عادة ما تكون سلبية للرئيس الحاكم، فالناخب يميل إلى موازنة السلطة بين الحزبين حتى وإن حقق الرئيس بعض الإنجازات، وهو ما يجعل الحفاظ على الأغلبية أمراً صعباً في ظل ضغوط اقتصادية مستمرة وشعور بالتراجع لبعض الفئات الوسطى والدنيا.

ما بين الشعارات والأرقام: معركة المزاج الشعبي

تواجه معادلة المزاج الشعبي تقاطعاً بين شعارات ترامب القوية مثل “أميركا أولاً” ووعوده بفرض السيطرة على الحدود، وبين واقع اقتصادي واجتماعي يفتقده كثير من المستقلين. إذا لم يستطع ترامب إقناع هؤلاء بأن سياساته تخدمهم مباشرة، قد يخسر الأغلبية في الكونغرس وتكون نتائج الاستحقاق فاصلة لمستقبل إدارته الثانية ومساره الرئاسي المقبل.

تبقى نتائج هذا الاستحقاق بمثابة بوصلة تحدد ملامح بقية ولاية ترامب الثانية وتوزيع القوى استعداداً للمعركة الرئاسية القادمة، في ظل اقتصاد متقلب وانقسام سياسي داخلي وسياسة خارجية مثيرة للجدل.

مقالات ذات صلة