رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | بولتون يحذر من أن لبنان أصبح رهينة لحزب الله والوقت ينفد

شارك

رؤية بولتون حول لبنان وحزب الله وإيران

يواجه لبنان اليوم سؤالاً وجودياً: هل سيتمكن من الخروج من عقود من الحرب والدمار، أم سيغرق مجدداً في دوامة الصراع الأهلي وهيمنة الإرهاب؟

يرى بولتون أن فرص لبنان في العودة إلى وضعه الطبيعي تتوقف على ضربات إسرائيل ضد إيران ووكلائها في الشرق الأوسط، وذلك بعد الهجوم الوحشي لحماس في 7 أكتوبر. وتُعزى فرصه في العودة إلى الوضع الطبيعي إلى هذه الضربات، وإلى الضغط على الشبكات الإرهابية المحيطة.

يوضح أن حزب الله سيطر على لبنان لعقود، وحكم فعلياً من الظل باستخدام قوة عسكرية شديدة دون شغل أهم المناصب العامة بشكل واضح، وبينما يدعم كثير من الشيعة حزب الله، فإن قوته الحقيقية تأتي من الدعم الذي تقدمه طهران، ولولاه لما وُجدت الجماعة الإرهابية.

ويشرح أن دمج قاسم سليماني وفيلق القدس بعدد من الجماعات المحلية قاد إلى هجمات عام 1983 على السفارة الأميركية في بيروت، كانت شرارة الحرب الإرهابية العالمية التي تواصلها المجموعات المتطرفة. ومع ذلك، تغيّرت صورة المشهد بعد هجمات إسرائيل التي تلت 7 أكتوبر، إلى جانب مشاركة الولايات المتحدة في تدمير جزء من برنامج إيران النووي، لكن التهديدات لم تختف.

ويضيف أن إسرائيل قضت على قيادة حزب الله وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف مقاتليه، ودمرت جزءاً من ترسانته من الصواريخ، إلا أن الحزب لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة، وينطبق الأمر نفسه على حماس في غزة وبدرجة أقل على الحوثيين وبعض الميليشيات في العراق.

ويؤكد بولتون أن الحكومة اللبنانية المتعثرة تحاول الآن إنهاء ما بدأته إسرائيل في إطار جهودها المستمرة لنزع سلاح حزب الله وجعله يتصرف كحزب سياسي بدلاً من كيان عسكري إرهابي، وهو أمر يرى أنه صعب التحقيق دون دعم خارجية.

يشير إلى أن عام 2006 شهد اعتماد مجلس الأمن القرار 1701 الذي سعى إلى حل الأزمة الداخلية في لبنان بنزع سلاح حزب الله وتقييد استيراد الأسلحة وتكثيف دور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لكن المسعى فشل من بدايته لأن إيران وحزب الله لم يعترفا بالهزيمة وواصلا الاعتماد على اللامبالاة الغربية تجاه استعادة “السلام”.

ويرى أن اليونيفيل تتمتع بسمعة سيئة بسبب فعاليتها المحدودة، حتى أن ولايتها ستنتهي بنهاية عام 2026، مما يجعل مهمة الحد من قدرات حزب الله والدعم الإيراني أمراً صعباً من دون مساعدة خارجية.

ويؤكد أن الدول الغربية يجب أن تبحث عن طرق ثنائية لدعم الجيش اللبناني والسلطات المدنية، مع ضرورة استمرار لبنان في التعاون الوثيق مع إسرائيل لضمان الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ونزع سلاح حزب الله. رغم أن دعم واشنطن لجهود “تطوير” حزب الله في لبنان كان غير كافٍ، وربما غير فعال.

ويوضح أن طهران وحزب الله لا ينوون تسليم أسلحتهم؛ وتثبت زيارة علي لاريجاني الأخيرة إلى دمشق أن إيران وحلفاءها مستمران في تأكيد هذا الواقع، مع أن النظام السوري احتفظ بسجلته كداعم للإرهاب رغم العداء له. كما أشار إلى أن النظام السوري الجديد لم يمنح لاريجاني حرية التحرك عبر الأجواء السورية.

ختم بولتون بأن رؤية لبنان يحكمه مجلس مدني وسلطته سلمية وخالية من النفوذ الإيراني وحزب الله ستكون خطوة كبيرة نحو سلام شرق أوسط مستقر، لكن إذا تراجعت بيروت والداعمون الدوليون عن نزع سلاح حزب الله، سنكون أمام مخاطر تعيدنا إلى ما كنا عليه في 7 أكتوبر، وهذا أمر لا يجوز السماح به.

مقالات ذات صلة