تصاعد التصعيد الميداني مع إعلان الجيش الإسرائيلي قتل أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس، في عملية مشتركة مع جهاز الشاباك استهدفت منزلاً في حي الرمال بغزة.
يُنظر إلى هذه الضربة كإشارة معنوية وإعلامية كبيرة للحركة، حيث أكد خبير عسكري أن الهدف المركزي هو قطع الذراع الإعلامي لحماس الذي كان يضغط على الشارع والحكومة عبر بث مشاهد الأسرى والوضع الإنساني.
يُطرح هذا التطور ضمن سياق إستراتيجي إسرائيلي يهدف إلى إنهاء المعركة في غزة حتى مع تحمل خسائر كبيرة في صفوف الجيش، مع انتقال المعركة إلى هدم أحياء كاملة وتجريد الحركة من سلطتها المركزية وتقييدها في أنفاق وجيوب صغيرة.
خطة “عربات جدعون 2” والسيطرة على غزة
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش بدأ تنفيذ قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر بالسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حماس واستعادة المحتجزين، في إطار خطة “عربات جدعون 2” التي تقوم على اجتياح غزة وتفكيك ما تبقى من بنية الحركة.
وتُطرح هذه الخطة أيضاً كجزء من مسار سياسي أوسع يتناول ما بعد الحرب، وفق تقارير إعلامية أميركية تُشير إلى تصورات لإدارة غزة بموجب وصاية أمريكية لمدة عشر سنوات لإعادة تشكيله تدريجياً وتحويله إلى وجهة سياحية ومركز استثمار، مع خيار التهجير الطوعي للفلسطينيين مقابل تعويضات أو توطينهم داخل مناطق محدودة.
تؤكد الخطة الأميركية أن الهدف ليس إقامة دولة فلسطينية، بل إعادة إنتاج رؤية جعل غزة “ريفيرا الشرق الأوسط”، وهو تصور يثير إشكاليات قانونية وسياسية كثيرة ويؤدي إلى مخاوف من نزاع طويل الأمد مع الإقليمين المعنيين.
البعد الإعلامي والنفسي والوجود الأميركي
أشار محلل إلى أن حماس استثمرت في البعد الإعلامي بشكل مكثف، ما جعل الإسرائيليين يعيشون ضغوطاً شعبية بسبب صور الأسرى والوضع الإنساني، وهو ما دفع الحكومة إلى السعي لإنهاء هذا الذراع الإعلامي معتبراً أنه تهديد داخلي لا يقل عن التهديد العسكري.
يرى المحلل أن الولايات المتحدة تقود مشروعاً لإدارة غزة كجزء من حضور استراتيجي طويل الأمد في الشرق الأوسط، وتبقى فكرة “ريفيرا غزة” كغطاء لإعادة تصميم الخريطة الإقليمية بما يفتح باباً لممارسة نفوذ أميركي مستمر.
الموقف المصري والضغوط الإقليمية
تؤكد مصر خطاً أحمر بعدم تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو إقامة معسكرات إيواء، وتؤكد أن بقاء الفلسطينيين داخل غزة شرط لا نقاش فيه، وهو موقف يُرَاقب عن كثب من باقي الدول العربية.
يعزز محلل أن مصر ستضغط على إسرائيل وتضطر الولايات المتحدة إلى التعامل مباشرة مع ملف غزة دون المرور بالقاهرة، رغم وجود تعاون أمني وعسكري قائم يعكس ضرورة توازن المصالح والحدود المسموح بها.
مخاطر ونتائج محتملة
تسهم الضغوط الأميركية والإسرائيلية في احتمال أن تُعيد القاهرة حساباتها وتتصدى لمخططات التهجير، بينما يخشى آخرون من موجة نزوح جديدة وتفاقم الأوضاع الإنسانية، وتبقى قضية دولة فلسطينية خارج الحاضر وتفتح باباً للجدل القانوني والسياسي.
تظل الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت مصر ستنجح في منع غزة من أن تتحول إلى ساحة نفوذ أميركي–إسرائيلي، أم ستفرض التطورات الواقعية واقعاً يصعب تجاوزه، بينما تظل protecting السيادة والأمن المصريين أمام التحديات محوراً أساسياً للموقف الرسمي.







