رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | انتخابات سوريا.. هل تنجح دمشق في كسر عقدتي الأكراد والدروز؟

شارك

إطار عام حول الانتخابات السورية وسط أزمات داخلية

تواجه سوريا مرحلة حاسمة مع اقتراب موعد الانتخابات بينما يثقل المشهد الداخلي بالأزمات والتوترات، وتجهّز دمشق لاستحقاق يفترض أن يفتح بابًا أمام مرحلة سياسية جديدة، وتظل الملفات العالقة في المناطق الكردية شمالًا والسويداء جنوبًا أكبر التحديات أمام السلطة.

توضح آلية الانتخابات الحالية أن الهيئة الناخبة ستنتخب 140 عضوًا من أصل 210، فيما يعين الرئيس 70 عضوًا لاستكمال المجلس.

تطرح هذه الصيغة خطوة باتجاه إعادة تفعيل المؤسسات التشريعية لكنها تثير أسئلة حول مدى تمثيل مختلف المكونات.

يرى جمالو أن البلد لا يجب أن يتوقف، وأن العملية السياسية ينبغي أن تتحرك رغم الأزمات في الرقة والحسكة والجنوب، غير أن تنظيم الانتخابات دون توافقات مسبقة يعكس استمرار الانقسامات الموجودة ويجعل النتائج رهينة قدرة دمشق على استيعاب هذه التناقضات.

المشهد الكردي

يظل الملف الكردي في المحور الأبرز من التطورات، فالالتفاق الذي جرى في 10 مارس بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية لا يزال معلّقًا وسط اتهامات متبادلة بإفشاله.

يشير القائد العسكري الكردي سيبان حمو إلى أن دمشق لم تلتزم ببنود الاتفاق، مؤكدًا أن دمج قسد في الجيش السوري غير قابل للنقاش قبل تعديل القوانين.

ويرى جمالو أن الملف الكردي في طريقه إلى الحل رغم التعقيدات الظاهرة، فالمفاوضات مستمرة خلف الأبواب المغلقة والتصعيد الإعلامي جزء من تفاهمات خارج الطاولة، وتدفع الرعاية الدولية، خاصة الأميركية، باتجاه التوصل إلى تسوية قد تقرب الحل مما يوحي به التصعيد الراهن.

السويداء.. العقدة الأكثر تعقيدًا

تبدو السويداء العقدة الأكثر تعقيدًا، فالأحداث الأخيرة في الجنوب تركت جرحًا عميقًا في الجسد السوري ولا يمكن تجاوزه بالوعود فحسب.

وصف جمالو السويداء بأنها جزء أصيل من الهوية الوطنية وأنها لا تزال ترتبط بالدولة وبذاكرتها الوطنية، مع التأكيد على أن النزعة الانفصالية فيها هي خيار أقلية محدودة، بينما الأغلبية مرتبطة بالدولة وتاريخها، مع ضرورة حوار عميق يأخذ مظالم الناس بعين الاعتبار ويعالجها بعدالة بما يشمل الاعتراف بالأخطاء ومحاسبة المسؤولين.

وأشار جمالو إلى جذور الأزمة في نزاعات تاريخية حول الأراضي في المعظمية والسومرية والتي تحولت إلى وقود لصراعات دموية، مؤكّدًا أن معالجة هذا الملف تحتاج مقاربة سياسية حقيقية تعطي الحقوق أولوية قبل الحلول الأمنية أو المسكنات.

بين التصعيد والتهدئة.. مفاوضات غير معلنة

يرى جمالو أن المشهد السوري يخضع للعبة شد وجذب، فالتصريحات النارية من القادة الأكراد وبعض الأصوات في السويداء ليست سوى أوراق تفاوضية، بينما تجري تفاهمات فعلية بعيدًا عن الإعلام.

تدفع الأطراف الدولية، خاصة الولايات المتحدة، دمشق ومكونات الداخل إلى طاولة تسوية تدريجية، وهو ما يعكسه الحراك الدبلوماسي المتزايد في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لجمالو.

يؤكد جمالو أن الرعاية الدولية تخلق مناخًا يحفز الوصول إلى تسوية تقود إلى حلول عملية وتخفيف الاحتقان على الأرض.

ما بعد الانتخابات

يتوقع جمالو أن تفرز الانتخابات برلمانًا جديدًا يفتح الباب أمام تشكيل حكومة جديدة، وأن هذا يمثل محطة أساسية لإدماج التوافقات مع الأكراد وربما لتقديم مقاربة مختلفة لملف السويداء، فالحوار السياسي لا يكتمل دون وجود حكومة متوازنة قادرة على ترجمة هذه التفاهمات إلى إجراءات عملية.

يبقى السؤال الأساسي: هل تستطيع دمشق تجاوز المعالجات الجزئية وبناء مشروع وطني جامع، أم ستظل الأزمة تتنقل بين الشرق والجنوب دون حل جذري؟

تظهر الصورة أن نجاح دمشق في هذا الاستحقاق ليس مجرد محطة دستورية بل اختبار سياسي واجتماعي لمستقبل البلاد، فإما تكون الانتخابات بداية لمسار جديد لإعادة بناء سوريا وإعادة الثقة داخليًا، وإما تكشف عمق الانقسامات وتبقي الأزمة دون حل جذري.

مقالات ذات صلة