رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | قمة شنغهاي: رسائل موسكو وبكين تربك الغرب وترامب

شارك

قمة شنغهاي والتوجه نحو عالم متعدد الأقطاب

التقى الزعيمان شي جين بينغ وبوتين في قمة شنغهاي للتعاون، وتبادلا انتقادات لاذعة للغرب وتحميله مسؤولية التصعيد في أوكرانيا، مع تأكيدهما أن العالم بحاجة إلى نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب يعيد توزيع القوة لصالح الدول الناشئة.

بين التصريحات الرسمية، بدا أن رسالة القمة تقود إلى تعزيز تحالف شرقي أوسع وتكريس نظام اقتصادي يقوم على التعاون بعيداً عن الهيمنة الغربية.

أوضح شي أن بناء عالم متعدد الأقطاب يوازن النفوذ السياسي والاقتصادي ويمنح الدول النامية مساحة أكبر للتأثير في النظام الدولي.

وحمّل بوتين الغرب مسؤولية اندلاع الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن سعي كييف نحو حلف الناتو كان الشرارة التي أشعلت الأزمة.

عكست هذه المواقف رؤية مشتركة ترفض الهيمنة الغربية وتؤكد الحاجة إلى إعادة تشكيل موازين القوى بما يتناسب مع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.

توقعات ومسارات مستقبلية

يطرح خبراء الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية أسئلة حول إمكانية تحقيق النظام العالمي الجديد، فبين عودة ترامب والاصطفاف الأوروبي خلف واشنطن وتزايد العقوبات، لا تزال هيمنة الولايات المتحدة مطروحة كعامل حاسم، وإن كان احتمال حدوث صدام بين المعسكرين الشرقي والغربي يزداد وضوحاً.

يرى القبي أن أوروبا تبقى عنصراً مركزياً في هذه المعادلة، حيث تبدو أوروبا بالكامل في جانب واحد خلف الولايات المتحدة، وتواجه ألمانيا ضغوط وتنازلات، بينما لم تسلم الهند من العقوبات الأمريكية رغم علاقاتها العسكرية والاقتصادية الوثيقة مع واشنطن.

أما روسيا فترى القمة أن الامتحان الأكبر لم يأت بعد، فمع تقويم الأداء في قضايا أخرى مثل سوريا، يظل العالم يترقب كيف ستتعامل موسكو مع تطورات محتملة في مواجهة الغرب.

تشير إشارات من أوروبا إلى قلق متزايد حيال مواجهة مقبلة، إذ تتحدث تصريحات عن استعدادات مستشفيات أوروبية لاحتمال مواجهة حرب واسعة لاحقة، وهو ما يعزز من مخاوف صدام مفتوح بين الشرق والغرب.

وفي إطار هذه الديناميكيات، يبرز دور الهند كحالة مركبة تجمع بين الاعتماد على الولايات المتحدة وتواصل شراء النفط الروسي، ما يفتح باباً لتقاطع مصالح الصين والهند أمام الضغوط الغربية ومامنح التحالف الشرقي مزيداً من الوزن.

تختتم الصورة بأن قمة شنغهاي تعكس لحظة حاسمة في تشكل تحالف شرقي يرفض الهيمنة الغربية، لكنها تطرح تحديات كبيرة أمام تحقيق نظام عالمي متعدد الأقطاب بعيداً عن صدمات الحرب، في حين يظل احتمال التوصل إلى انفراج سياسي واقتصادي قائماً إلى حين حدوث ذلك على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

أخترنا لك