رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | دعم ترامب لنتنياهو.. تفويض بالتصعيد أم ورقة ضغط داخلية؟

شارك

أعلن بنيامين نتنياهو أمام الكنيست أن ترامب أبلغه بدعمه الكامل لإنهاء الحرب بالقوة، ودعاه إلى تجاهل أي صفقات جزئية والمضي نحو الحسم العسكري.

فتح هذا التصريح باباً أمام أسئلة حول مدى جدية واشنطن في تفويض إسرائيل لتوسيع عملياتها في غزة، أو ما إذا كان الأمر يظل ورقة ضغط داخلية يستخدمها نتنياهو.

أوضح نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيتحمل وحده المسؤولية عن أي إخفاقات عسكرية، ما يعكس وجود خلافات عميقة بين المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل.

أشار نايل غاردنر من مؤسسة هيريتاج إلى أن واشنطن لا تزال متمسكة باستراتيجيتها الأساسية: القضاء الكامل على حركة حماس، وأن ترامب ملتزم بدعم إسرائيل عسكرياً واستراتيجياً، مع اعتبار النصر الساحق الهدف المقبول.

قارن غاردنر الموقف الحالي بما جرى مع ألمانيا النازية عام 1945، قائلاً إن استسلام حماس وحده قد يحسم الحرب، كما أشار إلى تراجع قدرات الحركة من حيث السلاح والتمويل، وأن إيران أُضْعِفَت نتيجة العمليات المدعومة أميركياً.

كشف أن إدارة ترامب لا ترى مستقبلاً لدولة فلسطينية، بل تركّز على إعادة إعمار غزة مع تحميل الدول الإقليمية تكاليف الإعمار، مع استبعاد عودة حماس إلى الحكم أو مشاركة السلطة الفلسطينية في التسوية.

أوضح أن واشنطن قد تفكر في “خيارات متعددة” لمستقبل غزة، لكنها جميعها تستبعد التوطين الدائم أو العودة إلى حكم حماس أو إشراك السلطة الفلسطينية في الحكم.

يفرض هذا الطرح على غزة معادلة صعبة: إعادة إعمار مشروطة بتغيير كامل للواقع السياسي في القطاع، مع احتمال أن تُوَطِّن دول الجوار الفلسطينيين خارج القطاع كخيار مطروح.

أشار إلى أن الوضع الإنساني في غزة غير قابل للاستمرار، حيث دُمر القطاع بشكل واسع ويصعب سكنه، مع احتمال استقبال دول مجاورة لاجئين فلسطينيين كإجراء مؤقت قبل بحث عودتهم لاحقاً، وتحميل حماس المسؤولية كاملة عن الكارثة الإنسانية.

أوضح حسام الدجني من غزة أن الموقف الأميركي ثابت في وعده بإنهاء الحرب سريعاً، لكن ترامب يربط بين وعوده الجزئية وخيار حسم عسكري شامل، وهو موقف يندمج مع رؤية أوسع لإعادة هندسة الشرق الأوسط وفق ما يُشار إليه بمخططات طويلة الأجل.

يرى أن هدف واشنطن وتل أبيب يتجاوز حماس ليصل إلى مشروع إسرائيل الكبرى وسيطرة محتملة على الضفة الغربية ومناطق أخرى في المنطقة.

انتقد الدجني غياب خيار سياسي حقيقي، مبيناً أن الفلسطينيين قبلوا بحل الدولتين على 22% من أرض فلسطين التاريخية، ولن يقبلوا بتخفيض سقف الحقوق، ما يعني أن غياب الحل السياسي قد يفتح موجات مقاومة جديدة.

أشار إلى أن إضعاف السلطة الفلسطينية ومنع الرئيس محمود عباس من حضور اجتماعات دولية يعكس استخفافاً بالهوية الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أن واشنطن لا ترى السلطة طرفاً فاعلاً في أي تسوية مستقبلية.

شدد على أن الحرب ليست مجرد مواجهة مع حماس، بل جزء من مخطط أوسع لإعادة رسم حدود المنطقة وتوسيع السيطرة الإسرائيلية، وربط ذلك بتصريحات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين عن فرض واقع جديد في سوريا ولبنان، وحتى تهديد الأمن العربي بشكل أوسع.

مقالات ذات صلة

أخترنا لك