تشهد غزة تصاعداً في الحرب وتوتراً متزايداً بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، فيما تبرز المبادرات الأميركية كأداة ضغط قد تغيّر مسار الأحداث.
المبادرة الأميركية وأهدافها
تشير التطورات إلى أن الإدارة الأميركية تقترح صفقة شاملة لوقف إطلاق النار، تتضمن إطلاق جميع الرهائن مقابل وقف الحرب، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وتجميد العملية العسكرية الإسرائيلية، ثم فتح باب المفاوضات حول إنهاء الحرب بما يشمل نزع سلاح حركة حماس وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
مواقف الأطراف رئيسية
موقف حركة حماس
تؤكد مصادر قريبة من الحركة أنها تدرس المقترح بروح إيجابية وتتعامل معه بمسؤولية، مع تشديد على أهمية وجود ضمانات واضحة لوقف الحرب والإفراج عن الأسرى وعدم تهجير المدنيين. يرى بعض المحللين أن الحركة تريْد ضمانات حقيقية قبل أي اتفاق.
موقف إسرائيل
أفاد مكتب رئيس الوزراء بأن إسرائيل تدرس المقترح بجدية، مع توقع أن تظل حماس مترددة وتعارض المبادرة في ضوء الضغوط الإقليمية والدولية، وهو ما يعكس صراعاً بين رغبة إسرائيل في أمن أقوى والموازنة السياسية الداخلية والضغوط الخارجية.
الضغوط الداخلية والسياسية والدور العربي
يشير خبراء إلى أن إسرائيل تواجه ضغوطاً داخلية متزايدة لتجنب الوقوع في مستنقع غزة، وتبحث عن توازن بين القوة العسكرية والخيارات السياسية. كما تمثل الضغوط الأميركية لوقف الحرب عاملاً رئيسياً، فيما يلعب الدور العربي دوراً وسيطاً، خاصة من مصر والإمارات، لضبط المسار وتوفير ضمانات إقليمية قد تساعد في تحقيق اتفاق يخفّف المعاناة الإنسانية ويحفِّز على ترتيب سياسي في القطاع.
السيناريوهات المحتملة
السيناريو الأول: وقف إطلاق نار مشروط
يُرجَّح أن يسود مسار وقف إطلاق نار مشروط يشمل الإفراج عن الأسرى وفتح ممرات إنسانية، مع استمرار المفاوضات حول انسحاب إسرائيل ونزع سلاح حماس، بما يحقق أمن إسرائيل ويتيح إعادة ترتيب الوضع في غزة وحماية المدنيين.
السيناريو الثاني: استمرار الحرب
إذا رفضت حماس الصفقة أو استمر التصعيد العسكري من جانب إسرائيل، يبقى احتمال استمرار الحرب قائماً مع تفاقم الأضرار الإنسانية وزيادة الضغوط على صانعي القرار في إسرائيل.
السيناريو الثالث: تسوية شاملة
يظل السيناريو الأكثر طموحاً هو التوصل إلى تسوية شاملة تعيد دمج غزة في إطار سياسي واقتصادي أوسع بإشراف إقليمي ودولي، لكن ذلك يتطلب توافقاً سياسيّاً غير متوفر حالياً وإرادة أميركية راسخة لفرض التنفيذ.
خلاصة وتوقعات
توضح التطورات أن غزة باتت محوراً حاسماً في الإقليم، حيث تتقاطع المصالح الفلسطينية والإسرائيلية والدور العربي مع الضغوط الأميركية المباشرة، وتبقى المسألة الأساسية ضمانة أي اتفاق يحمي المدنيين ويحقق استقراراً مستداماً، وهو ما يستلزم ضمانات فعلية وتنفيـذاً موثوقاً يفضي إلى وقف دائم للحرب.







