رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | صفقة أميركية شاملة إلى حماس.. هل توقفت خطط نتنياهو في غزة؟

شارك

التصعيد الإسرائيلي وخطط التهجير

رفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سقف تصريحاته فأعلن أن الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته على تخوم مدينة غزة وفي عمقها، مؤكدا أن الانتصار على أعدائه أولوية حتى لو كان الثمن تشويه صورة إسرائيل في العالم.

يرتبط هذا التصعيد بخطط التهجير التي لوّح بها مسبقا لنقل الفلسطينيين خارج القطاع، وهي خطط تواجه رفضا عربيا صريحا وقاطعا.

يبدو أن المشهد يتجه نحو معادلة معقدة تجمع بين التصعيد الميداني والضغوط الدبلوماسية والتحركات الأميركية التي قد تغير قواعد اللعبة على الأرض.

أعلن نتنياهو أن نحو 100 ألف شخص غادروا مدينة غزة، مشيرا إلى أن حماس تحاول منع المدنيين من المغادرة لاستخدامهم كدرع بشري.

ويأتي هذا التصعيد في إطار مواجهة التهديدات المستمرة، ويتزامن مع مخططات التهجير التي تسعى إسرائيل من خلالها لتفريغ مناطق من الفلسطينيين، وهو ما يوصف بأنه مرحلة غير مسبوقة من القسوة تجاه القطاع.

المواقف العربية والدولية

ردت الدول العربية المعتدلة بشكل قاطع على هذه الخطط، حيث شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أهمية العمل الدولي لدفع عملية السلام القائمة على حل الدولتين، ورفضوا أي توجه لضم الضفة الغربية أو تهجير الفلسطينيين.

المبادرة الأميركية والصفقة المقترحة

وفي خطوة قد تبدو مفاجئة نقلت الولايات المتحدة إلى حماس مبادئ مقترح صفقة شاملة تتضمن الإفراج عن جميع الرهائن والجثامين في اليوم الأول، إلى جانب إطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين، مع توقف إسرائيل عن عملياتها في قطاع غزة مؤقتا وتسهيل مسار تفاوضي تقوده جهة من إدارة ترامب.

تنص المبادرة على أن المفاوضات ستبقى جارية دون استئناف للعمليات القتالية، مع ثقة حماس في وعود ترامب بإنهاء الحرب، مع افتراض أن عودة الرهائن ستجعل من الصعب على إسرائيل تبرير استمرار القتال أمام المجتمع الدولي.

ورقة ضغط وليست ضمانة

أوضح عمرو الشوبكي من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن المقترح الأميركي يمثل ورقة ضغط إضافية على الحكومة الإسرائيلية وليست ضمانة لتنفيذه فورا، نظرا لتجارب سابقة مع مواقف نتنياهو وممارسات إسرائيل في مواجهة حماس.

وأشار إلى أن الحروب السابقة كانت تستهدف تفكيك قدرات حماس، لكن الآن التهجير والتجويع والإذلال الجماعي جزء من الحرب، وهو يتجاوز مواجهة تنظيم مسلح ليصل إلى تهديد وجودي للفلسطينيين.

كما لفت إلى أن الضغوط الدولية وتيارات الرأي العام العالمي، بما في ذلك صورة إسرائيل في المحافل الرياضية والثقافية، تشكل عامل ضغط إضافي على الحكومة ويجب أن تأخذ حماس هذه التحولات في الاعتبار عند اتخاذ قرارها بقبول وقف إطلاق النار.

التحولات الدولية والضغوط العربية

وتبرز مواقف الإمارات والأردن والسعودية ومصر كضغط مضاعف على إسرائيل، حيث تؤكد هذه الدول رفض أي تهجير أو توسع استيطاني وتدعم التسوية السلمية. وتعد هذه المواقف رموز محور الاعتدال العربي الذي يؤمن بالحلول السلمية ويزيد من الضغط على إسرائيل لقبول مبادرات وقف النار.

المواقف الدولية والرأي العام

تشهد مظاهرات التضامن مع الفلسطينيين عداءً متزايداً للممارسات الإسرائيلية حتى في الدول الأوروبية، وهو تحول يؤثر في صناعة القرار ويزيد من أهمية المبادرات الدبلوماسية.

الحراك الأميركي وصياغة الصفقات

أشار الشوبكي إلى أن خلفية ترامب الاقتصادية والتجارية تؤثر في فهمه للصراع، فسياسات الاحتلال ومفهوم الاستقلال الوطني وحل الدولتين ليست من أولوياته التقليدية. وإن كانت المبادرة الأميركية تمثل فرصة لإعادة صياغة التفاوض وتحقيق مكاسب إنسانية وسياسية رغم عدم وجود ضمانات مباشرة.

بين الورقة والواقع

يظل المقترح الأميركي ورقة ضغط قوية على إسرائيل قد تدفعها لقبول وقف لإطلاق النار تحت ضغوط داخلية وخارجية، وفي الوقت نفسه تدرك حماس أن التحديات ليست محصورة في وقف القتال بل تشمل حماية المدنيين والضغط الدولي على إسرائيل.

يتساءل السائل: هل ستنجح الضغوط الدولية والمبادرة الأميركية والمواقف العربية في تحويل هذا الطرح إلى واقع أم يستمر الصراع مع استمرار نتنياهو في متابعة أهدافه العسكرية والسياسية؟

مقالات ذات صلة