رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | حماس أم الفلسطينيين.. ما الغاية الإسرائيلية من عربات جدعون 2؟

شارك

دخلت القوات البرية للجيش الإسرائيلي عمق مدينة غزة في مرحلة حاسمة من الحملة ضد حماس، ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الخطوة بأنها قوية. تترافق هذه الخطوة مع تصعيد مستمر في الغارات الجوية والعمليات البرية، ومع استمرار الدعوات الدولية للتهدئة التي لم تلق آذانا صاغية لدى القيادة الإسرائيلية بحسب التصريحات الرسمية. أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن غزة “تحترق” وأن الجيش بدأ المرحلة الرئيسية من عملياته بهدف تحقيق أهداف تخص المخطوفين والقضاء على قدرات حماس.

وجهة النظر الإسرائيلية حول الحرب وأهدافها

أشار مندي صفدي، وهو عضو مركزي في حزب الليكود، إلى وجود خطة رسمت منذ أيام للمرحلة الثالثة وربما الأخيرة من العمليات في غزة، وهدفها الأساسي تحرير المخطوفين والقضاء على حماس وتجريدها من السلاح، معتبراً أنها خطوات حاسمة لفتح أبواب جهنم على حماس في غزة.

وأضاف صفدي أن العزلة الدولية ليست ذات أهمية مقارنة بالأولوية التي تعطيها القيادة لحماية المخطوفين، وأن “المخطوفين هم أهم شيء” وأن الحرب ستستمر حتى تحرير جميع المخطوفين، مع التأكيد أن بقية القضايا تبقى هامشية.

وفيما يتعلق بنقل المدنيين الفلسطينيين، نفى وجود خطة إسرائيلية للتهجير، موضحاً أن هناك ترتيبات لنقل السكان من مناطق النزاع إلى أماكن آمنة داخل القطاع، وأن فكرة التهجير جاءت في الأصل من الولايات المتحدة وليست إسرائيلية، مع وجود آلاف الفلسطينيين طالبوا بمساعدة للخروج من غزة إلى دول أخرى

، وأن إسرائيل تعمل لتوفير أماكن آمنة لهم لكن حماس تعيق تحرك المدنيين.

أشار صفدي إلى أن الولايات المتحدة متفقة مع إسرائيل على شروط إنهاء الحرب وأن حماس رفضت الالتزام بهذه الشروط، بما في ذلك ورقة طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهو ما قاتلت إسرائيل لاستمرار عملياتها وفق هذه الشروط. كما أوضح أن إسرائيل قدمت كل الاقتراحات والحلول على الطاولة، لكن حماس تراجعت في اللحظة الأخيرة لأسباب بسيطة، وأن الهدف الإسرائيلي واضح: تحرير جميع المخطوفين، نزع السلاح الكامل من غزة، وإجلاء حماس من القطاع.

وجهة النظر الفلسطينية حول الحرب وتأثيرها

قال حسام الدجاني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، إن حماس تُستخدم كمبرر من إسرائيل لتبرير الحرب، وإن الهدف الحقيقي هو اقتلاع الشعب الفلسطيني ككل، وليس القضاء على حركة بعينها.

وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو عن حسم قريب في رفح ليست دقيقة، فسيطرة إسرائيل على رفح جاءت بعد تدمير المدينة بشكل شبه كامل والبنية التحتية فيها، وهو ما يعكس نطاق الحرب وتأثيرها الواسع على الأهالي.

ولفت الدجاني إلى أن المسألة ليست فقط الأسرى كما تدعي إسرائيل، بل الاحتلال رفض تنفيذ اتفاقيات عدة كانت من شأنها الإفراج عن الأسرى، بما فيها ورقة ويتكوف وورقة ترامب، وهو ما يعكس أن الهدف أوسع من مجرد الإفراج عن الأسرى بل تحقيق مصالح استراتيجية تتعلق بالسيطرة على غزة.

وأكد أن حماس ليست جيشاً منظماً كما تصفه إسرائيل، بل حركة مقاومة وطنية محدودة، وأن الحرب ليست مواجهة عسكرية متكافئة بل حرب على اقتلاع الشعب الفلسطيني وتشمل جميع الفصائل والشعب، بغض النظر عن الانتماءات التنظيمية.

وأوضح أن استخدام القوة الإسرائيلية يتسم بالشدة والتدمير للبنية التحتية واستهداف المدنيين، ما يجعل من الصعب على الفلسطينيين الحفاظ على حياتهم اليومية أو العثور على أماكن آمنة. كما أشار إلى أن إسرائيل تتحكم في السرد الإعلامي والسياسي وتعرقل كل محاولات الوساطة، بما في ذلك الوساطات القطرية والمصرية، وتراجعت عن العديد من الاتفاقيات السابقة التي كانت تهدف إلى حماية المدنيين والمخطوفين، وهو ما يجعل فرص إنهاء الحرب عبر المفاوضات شبه معدومة.

مقالات ذات صلة