رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | غزة تحت النار.. مصر تحذر من فوضى شاملة وتؤكد خطاً أحمر لأمنها

شارك

التطورات الميدانية والهدف الإسرائيلي

تشهد المرحلة المفصلية دخول الجيش الإسرائيلي إلى داخل المدينة في عمليات برية واسعة، وتعلن تل أبيب أنها تسعى إلى حسم المعركة ضد حماس، فيما تتصاعد الدعوات الدولية للتهدئة دون أن تلقى آذانًا صاغية لدى القيادة الإسرائيلية.

تتواصل القوات الإسرائيلية التوغل في أحياء غزة، وتُطرح توقعات بوجود آلاف المقاتلين التابعين لحركة حماس. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد هدّد بتدمير المدينة بالكامل إذا لم تلتزم حماس بإطلاق سراح الرهائن ونزع السلاح.

يثير التصعيد العسكري مخاوف واسعة من احتمال استمرار العمليات لأيام أو أسابيع وربما أشهر، مع تأكيد المسؤولين الإسرائيليين على صعوبة التوقعات في المستقبل القريب.

إطار المصالح والتهديدات الإقليمية

أوضح أستاذ العلوم الاستراتيجية في أكاديمية ناصر العسكرية، نصر سالم، أن الهدف الحقيقي من العملية ليس مواجهة حماس فحسب بل ما وصفه بإبادة ممنهجة للشعب الفلسطيني، وأن خطوات إسرائيل تُمهد لضم الضفة الغربية وفق تفاهمات غير معلنة بين الإدارة الأمريكية السابقة وإسرائيل.

مع بدء العمليات البرية، عزز الجيش المصري وجوده في شبه جزيرة سيناء بعشرات الآلاف من الجنود والمعدات، بالتنسيق مع إسرائيل وفق ما ينص عليه الملحق العسكري لاتفاقية السلام بين البلدين.

تعتبر القاهرة هذا التصعيد الإسرائيلي تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتؤكد أن أي اجتياح لحدودها سيواجه بكل قوة ودون تردد.

المسار المصري والدبلوماسي المحتمل

أشار نصر سالم إلى أن الشعب المصري يدرك خطورة التهديدات وأن حماية التراب الوطني لا تُساوي بأي حسابات سياسية أو دبلوماسية، وأن الخيارات الدفاعية مفتوحة بما يشمل التنسيق مع القوى الدولية الكبرى مثل روسيا والصين عند الضرورة.

النزوح والانسانية في غزة

في ظل القصف المتواصل والتوغل البري، يخرج نحو أربعين بالمئة من سكان غزة من المدينة عبر مناطق جنوب وادي غزة، في ظل تحذيرات الجيش الإسرائيلي. وتؤكد هذه الحركة الجماعية أن القطاع يواجه كارثة إنسانية متصاعدة، وتدعو المطالبة الدولية إلى تحرك فوري لإيقاف الحرب وإنقاذ المدنيين قبل أن تتحول غزة إلى أرض محروقة.

إسرائيل ووساطة السلام والرؤية الاستراتيجية

تشير مداخلات الخبراء إلى أن إسرائيل قد تعيق أي جهود وساطة قبل التوصل إلى اتفاقيات، وترفع سقف المطالب بشكل مستمر، ما يجعل حماس في وضع يصعّب الرد عليه ويعزز فكرة أن الهدف الأكبر هو إضعاف الفلسطينيين وربما تهيئة الظروف لضم الضفة الغربية.

يؤكد الخبير أن إسرائيل، من دون دعم الولايات المتحدة، تبدو كـ«نمر من ورق»، وأن قوتها تتعزز من الدعم الأميركي. مواجهة فعلية لإسرائيل تتطلب تجاوز النفوذ الأميركي، وهو ما يجعل الدور المصري والإقليمي أكثر حساسية وتعقيدًا، خصوصًا مع تهديد الأمن القومي المصري إذا اقتربت العمليات من الحدود.

خلاصة الوضع وتحديات المجتمع الدولي

غزة تواجه وضعًا مأساويًا مع اشتعال القصف وتوسع العمليات، والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي. وتؤكد مصر خطوطها الحمراء وتصر على حماية أراضيها، مشيرة إلى أن أي اعتداء عليها سيواجه بكل قوة. تتزايد أعداد النازحين وتزداد الضغوط الإنسانية، بينما تظل مصر متمسكة بالحلول الدبلوماسية والقانونية لكنها مستعدة لأي سيناريو دفاعاً عن أمنها القومي، معتبرةً أن ترابها الوطني أغلى من كل شيء.

مقالات ذات صلة