ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، على العلاقة المصيرية التي تربط بين دولة الإمارات والسعودية، مشيرةً إلى أن قطر غير مدركة أن طريق السعودية والإمارات واحد.
فتحت عنوان “صف واحد”، قالت صحيفة الاتحاد: “إنه لا أحد يريد من مضيق هرمز إلا المرور الآمن للملاحة الدولية، ولا أحد يريد من إيران إلا وقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى، وتفكيك أذرعها الإرهابية المنتشرة في المنطقة للتخريب والفوضى والفتن”.
وأشارت إلى أنه ينعقد في البحرين حالياً اجتماع موسع لممثلي 24 دولة للتنسيق في مواجهة الممارسات المرفوضة لإيران والتوافق على مهمة لحماية عبور ناقلات النفط والسفن التجارية من أي مضايقات، وسط تأكيد على ردع كل ما يهدد الأمن والسلم في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وأكدت أن الإمارات كانت سباقة في تأكيد دعمها كل المبادرات الدولية التي تحفظ أمن الملاحة، وتشديدها على أن الاستقرار أساسه احترام السيادة وعدم التدخل ..لكن من منطلق رؤيتها الواضحة جداً، حرصت على تكذيب المزاعم التي حاول الإعلام القطري الأهوج والطائش تسويقها بأن لقاء حرس الحدود والسواحل الإماراتي الإيراني الروتيني المرتبط بقضايا صيد وتهريب، يشكل تغييراً في سياسة الدولة لجهة الابتعاد عن السعودية.
وأوضحت أن شق الصف الإماراتي السعودي سواء من باب اليمن أو إيران أو أي باب آخر مستحيل والرد حاسم وقاطع ضد كل الأصوات الشاذة قطرية كانت أو إيرانية للوقيعة بين الأشقاء.
ولفتت إلى أنه من المضحك أن النظام الإيراني يتبجح كذبا باستعداده للحوار مع الرياض، وفي الوقت نفسه يحرض على احتجاجات في البحرين ويصعد تجاربه الصاروخية واستفزازاته البحرية ليؤكد ألا وجود في سياسته لمصطلح حسن النية ..مؤكدة أن لا أحد يضمر الشر للشعب الإيراني، لكن لا يريد النظام الحاكم لهذا الشعب أي تهدئة، وأي حوار، وأي حل.
من جانبها وتحت عنوان “لأن السعودية والإمارات الأنموذج والنقيض”، قالت صحيفة الخليج: “إنه قبل امتزاج الدم ببعضه بعضاً، هناك علاقة الدم، وقبل اختلاط الدماء السعودية والإماراتية واليمنية على التراب اليمني نحو تحريره من براثن ميليشيات الحوثي وبعده، هناك علائق الجيرة والأخوة والمحبة والدين والعقيدة واللغة والمعنى الكبير العميق، فعلاقة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات علاقة وجود ومصير، وبينهما طريق مصالح شعبيهما الشقيقين مطوق بالعواطف، وكل من لا يفهم ذلك لا يفهم مطلقاً، وهو يعيش حالة جهل مستشرية، وهو ليس خارج العلم والعقل والمنطق فقط؛ إنه بالمعاني كلها خارج العصر”.
وأضافت الصحيفة أن هذه قطر، من تحت أنقاض الغفلة، تطل برأسها بين الحين والحين، للإساءة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وللعلاقة الاستراتيجية المتميزة بين السعودية والإمارات، والسبب بسيط وقريب: هذه العلاقة “الأنموذج” هي النقيض الموضوعي لعزلة قطر وإصرارها المجنون على انتحارها السياسي.
وأوضحت أنه هكذا تمضي الدوحة، وهي تنقاد لنزوات ورغبات مرتزقتها، ومتطلبات بيعة قيادتها الخارجية، إلى تأويل كل حدث بما يلبي وهمها، غير مدركة طريق السعودية والإمارات الواحد، المؤدي إلى الغايات المهمة المعلنة، حيث تعاهد البلدان على الوصول بمساعي الخير في المنطقة إلى أجمل الضفاف، وهما مؤهلان لذلك؛ بل إنهما الأكثر تأهيلاً لدور عربي رائد وقائد، في مقدمة موكب التنمية والتنوير، ومد جسور التعارف والمعرفة مع العالم من أقصاه إلى أقصاه، ومواجهة تيارات وجماعات التطرف والإرهاب والظلام.
وأكدت أن السعودية والإمارات مع قيم الإنسان، ومع مبادئ العمل والتضحية لتحقيق حاضر ومستقبل الإنسان والأوطان، وقطر في النظر والسلوك ضد كل ذلك، وهنا يكمن الفرق ..مشيرة إلى أن الأمور تكشفت بعد مرحلة الكشف والفرز الكبرى، يوم تخلت قطر عن عنوان الأخوة والمحبة، فلم تُبد عدلاً أو إنصافاً، ولم تُبد إلا السوء مضاعفاً أضعافاً.
وأكدت أنه اليوم، بالرغم من محاولات قطر اليائسة، كعادتها في التدخل في شؤون الدول، وبث الفتن، وإشاعة الفوضى، تتعزز العلاقة الاستراتيجية “الأنموذج” كل نهار، وتمضي أبعد إلى مستقبلها الذي تكتبه بحزم القيادتين وعزم الشعبين.
واختتمت الصحيفة بالقول: “إن السعودية والإمارات مشغولتان بالمهم؛ بل الأهم، وقطر لا تقتنع حتى الآن أنها بالنسبة إليهما مشكلة صغيرة جداً، لكنها شأن الجار المتهور الطائش، مؤذية ومزعجة ..وهيهات، فقد سقطت ورقة التوت الأخيرة عن قطر التي لم تعد إلا مشكلة صغيرة”.
من ناحيتها قالت صحيفة البيان تحت عنوان “اللاجئون ليسوا وحدهم”: “إن الإمارات لم تدخر، منذ تأسيسها، جهداً عن مد يد العون لكل من دفعتهم الظروف إلى اللجوء، في البلدان التي تعاني الحروب والاضطرابات ..فتوفير مقومات العيش الكريم للاجئين، والاهتمام بقضاياهم، وإيجاد الحلول الملائمة لها، مبدأ ثابت في نهج الدولة، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة”.
وأضافت أن دور الإمارات في مجال دعم ومساعدة اللاجئين، يعكس منظومة القيم الإنسانية التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي، المتمثلة في التسامح والتعايش، واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق.
وأوضحت أن جهود الإمارات شكلت على الدوام نقطة انطلاق أساسية في كل تحرك دولي نحو معالجة مشكلات اللاجئين المتفاقمة، مع تجاوز عددهم في العالم العام الماضي 70 مليون لاجئ، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ولفتت إلى أن استجابة الإمارات لمعاناة اليمنيين والسوريين والروهينغا، فضلاً عن مشاريعها ومبادراتها الرائدة في المجتمعات المضيفة، كما في الأردن وأوغندا ولبنان، لتعزيز قدرات النازحين، تشكل تجربة تستحق التوقف عندها لاستخلاص الدروس في كيفية إدارة الأزمات الإنسانية.
وأشارت إلى أنه في الإطار ذاته، يأتي، أخيراً، دعم الإمارات لوكالة “أونروا” بمنحة 50 مليون دولار، بهدف تمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها لأكثر من 5 ملايين فلسطيني يعانون أوضاعا إنسانية صعبة، لتضاف إلى ما يزيد على 364 مليون دولار في العامين السابقين.
وقالت الصحيفة في ختام افتتاحياتها: “إن نهج الإمارات راسخ في تقديم العون لكل محتاج ..وحديث المفوض العام لـ”أونروا” بيير كرينبول بأن “السخاء الهائل لدولة الإمارات، في وقت نعاني فيه من ضغوط شديدة، يرسل رسالة واضحة مفادها أن اللاجئين ليسوا وحدهم”، شهادة دولية موثقة، تضاف إلى سجل الإمارات الإنساني”.