وصف الحرب وتداعياتها
أكّد فريدمان أن الحرب الأسوأ في تاريخ الصراع دمرت غزة بلا أفق سياسي وخلّفت مجتمعات أكثر انقساماً وتدميراً من أي وقت مضى.
أشار إلى أن هجوم حماس كان قاسياً ومقصوداً لإيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين، فكان الرد الإسرائيلي مدمراً بلا هدف سياسي مع اجتياحات واسعة للبنية التحتية في القطاع قتل فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، من دون تصور واضح لليوم التالي.
أوضح أن خطة ترامب تمثل محاولة جديدة لتغيير قواعد اللعبة: وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، وتبادل الأسرى، وانسحاب جزئي من غزة، وتشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية برعاية عملية إقليمية، مع إشراف الولايات المتحدة على إعادة الإعمار عبر هيئة دولية.
يراهن فريدمان على تفاؤل نسبي، لكن التحديات هائلة؛ فحماس ترغب في الاحتفاظ بجزء من سلاحها لأسباب داخلية، وإسرائيل ستتخوف من فراغ أمني مع أي انسحاب ميداني.
يرى أن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح معقّداً إلى درجة لا يحلها مسار تقليدي بل يتطلّب إدارة دولية تشرف على غزة والضفة معاً وتضمن نزع السلاح وبناء سلطة فلسطينية نزيهة.
يقترح تفويضاً عربياً دولياً لإعادة بناء الحوكمة الفلسطينية، مع وجود قوات دولية بما فيها عنصر أميركي لفرض الأمن وضمان التنفيذ.
تغيّر موازن القوى الإقليمية
وضح أن الظروف التي سمحت بالمفاوضات الحالية تغيرت جذرياً: إيران تلقت ضربة قاسية في حرب 12 يوماً أضعفت قدرتها على تعطيل مبادرة سلام.
وجدت إسرائيل أن نتنياهو مضطر إلى التفاوض بعدما فقد أوراق الضغط التقليدية التي كان يستخدمها ضد الإدارات الأميركية السابقة، فبحسب فريدمان لا يستطيع نتنياهو الاختباء وراء الحزب الجمهوري أو الإنجيليين لأن ترامب يسيطر عليهم بشكل كامل.
نتنياهو والقيادة الإسرائيلية
يخص فريدمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بانتقادات حادة، معتبرًا أنه بذل كل ما في وسعه لإطالة أمد الحرب خوفاً من المساءلة السياسية في اليوم التالي، وقد نجح سياسيًا بسبب ولاء أنصاره لكنه مزّق المجتمع الإسرائيلي داخلياً.
أشار أيضاً إلى أن إسرائيل فقدت هالتها الأخلاقية في العالم لأنها بدت كقتل بلا أفق سياسي، خصوصاً في زمن مقاطع الفيديو القصيرة التي تُظهر المأساة بلا سياق.
اللوم على الطرفين وآفاق الحل
يدين فريدمان قيادة حماس نفسها إذ خاضت حرباً لم تحقق سوى الخراب، وكانت بلا مكاسب حقيقية قبل 7 أكتوبر وبعده.
سخر فريدمان من احتمال أن يحيى السنوار يعقد مؤتمراً صحفياً، قائلاً لو كان ذلك متحققاً لسألته عما حققته الحرب، فكان لديك وقف إطلاق نار وانسحاب قبل الحرب، ثم عدت إلى ذات المكان بعد الدمار.
يقول فريدمان إن نجاح ترامب في تحقيق وقف إطلاق نار حقيقي وانسحاب إسرائيلي من غزة وإطلاق جميع الرهائن سيمثل إنجازاً تاريخياً، بل ربما نوبلاً في الفيزياء والكيمياء أيضاً، لأنه سيكون قد جمع بين معادلات يصعب جمعها.