أثار إعلان وقف إطلاق النار في غزة الحديث عن منح ترامب جائزة نوبل للسلام، بناءً على دعوات صريحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وصرّح نتنياهو بأن ترامب يستحق التكريم، وهو ما يفتح باب التساؤل عن الدوافع والقيمة التي يمكن أن تضيفها الجائزة لسجله السياسي في ظل جدلية مسيرته.
يرى خبراء أن إنجاز ترامب في غزة ليس خطوة محلية بل جزءاً من ملف إقليمي معقد، لم تنجح فيه الدبلوماسية الأميركية لعقود. وقال سمير التقي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن ما تحقق في غزة جزء من إحدى أزمات القرنين ويعتمد جهداً دقيقاً وتعاوناً مع خبراء وسياسيين أميركيين مثل روبيو ويتكوف وكوشنر.
وأضاف: لو لم تُقارب هذه القضايا بهذه الدقة لما أمكن الوصول إلى المرحلة التنظيمية الحالية.
ويمكن المقارنة بين إدارة ترامب وسابقيه في البيت الأبيض، فبينما كان التركيز الفلسطيني محدوداً زمن إدارة جورج بوش وبدايات مفاوضات مدريد، فإن هذه المرة يمثل تحركاً إقليمياً أوسع ينسق بين الولايات المتحدة والدول العربية ويعيد ترتيب الأدوار من باكستان إلى المغرب.
ومن أبرز سمات الاتفاق الحالي الدور الحاسم للدول العربية، خاصة مصر والسعودية وقطر والإمارات، التي ساهمت في صياغة مسار تفاهمات منفتاح على حل نهائي. وقد منحت هذه المشاركة الاتفاق شرعية سياسية وإقليمية ووضع ترامب في موقع يمكنه عرض إنجاز ذا أبعاد استراتيجية، وليس مجرد إنجاز محلي في غزة.
يرى التقي أن الدور العربي كان أساساً لنجاح العملية، في ظل عزلة نتنياهو وفقدانه القدرة على المبادرة، وهو ما دفع الإدارة الأميركية إلى البحث عن حل يعيد لها المبادرة والدور الفاعل في المنطقة.
الطموح الشخصي والقيمة الرمزية للجائزة
رغم جدل قيمة جائزة نوبل للسلام، فإن حائزها يحظى بتقدير دولي ورمز يعزز صورته في السياسة العالمية. يرى المراقبون أن إنجاز ترامب في غزة يمثل عملاً دبلوماسياً يحمل أبعاداً إقليمية كبيرة، يشمل ترتيب العلاقات الدولية والإقليمية وضبط اللاعبين الرئيسيين وإعادة الدور الأميركي إلى صلب الصراعات في الشرق الأوسط.
إذا نجح ترامب في الحصول على الجائزة فستكون بمثابة ختم دولي على هذا الجهد، وتدعم موقعه السياسي عالمياً وسط نقاش حول جدواها والقيمة الرمزية التي تمنح للشخصيات الجدلية. وتبقى الرسالة أن هذا الإنجاز، مهما بدا محدوداً، يمثل خطوة مهمة في إعادة ترتيب الأدوار في المنطقة وإعادة ترسيم للدور الأميركي والقيادة العربية في شكل مستقبل السلام الإقليمي.