رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | نتنياهو بين ترامب واليمين المتطرف.. أي طريق سيختاره؟

شارك

إعادة التموضع السياسي.. أهداف ومقاصد

تعيد الإدارة الأميركية تموضع نتنياهو على المستويين الداخلي والدولي كجزء من استراتيجيّة أوسع تهدف إلى تعزيز مكانة إسرائيل أمام المجتمع الدولي وتحسين علاقاتها مع الدول الغربية والوسط الم Controller داخل إسرائيل، وذلك في سياق مرحلة ما بعد النزاعات الأخيرة في غزة التي كشفت هشاشة التحالفات وأهمية إدارة صورة إسرائيل أمام العالم.

وتشير قراءة محللين إلى أن الهدف ليس تعديلًا تكتيكيًا فحسب، بل إطارًا سياسيًا يحدد ما يتوقعه نتنياهو من الولايات المتحدة مقابل دعمها، من بين الخيارات المطروحة احتمال منح نتنياهو عفوًا عامًا وفق سابقة قانونية تسمح للرئيس بالعفو عن متهمين قبل صدور الحكم إذا كان ذلك يخدم الأمن القومي، وهو ما قد يمنحه مساحة أوسع للتموضع بعيدًا عن الضغوط القضائية ويزيد من شعبيته بين شرائح واسعة من الجمهور.

غزة وإعادة الإعمار.. رهانات سياسية وأمنية

على الصعيد الإقليمي، تبقى قضية غزة وإعادة الإعمار محور التحديات المقبلة، خاصة مع رفض الدول العربية المشاركة ما دام حماس تحتفظ بسلاحها، ما يجعل ربط الإعمار بالالتزامات الأمنية أمراً حاسماً.

تقدّر تقارير أن الدمار كبير، وتؤكد ضرورة بناء الإنسان والمجتمع إلى جانب البنى التحتية، مع وجود تكلفة أولية لا تقل عن نحو عشرين مليار دولار، وتُشدد آراء المحللين على الاستثمار في الصناعات والسياحة وتوفير آليات تمكّن السكان من الاعتماد على أنفسهم اقتصاديًا لتحقيق استقرار مستدام.

وتشير التوقعات إلى أن إدارة ترامب تتبنى استراتيجية مزدوجة تقسم الإعمار إلى جهة ضامنة سياسية تشترك فيها دول مثل قطر وتركيا ومصر والأردن لضمان استقرار القرار، وجهة ضامنة مالية تشمل الخليج والاتحاد الأوروبي لتوفير التمويل اللازم، بما يمكّن إسرائيل من تنفيذ مشاريع الإعمار عبر شبكة شركاء محليين ودوليين مع دور بارز لشركات كبيرة مرتبطة بمصالح من داخل الإدارة الأمريكية.

يُحذر من مخاطر وجود «دفتر شيكات مفتوح» لدى بعض الدول الخليجية، فاستمرار حركة حماس والسلوك العسكري الإسرائيلي وعدم الاستقرار السياسي يحد من قدرة التمويل على الصمود ومواجهة مخاطر إعادة الدمار، وهو ما يجعل أي خطة إعمار بحاجة إلى رؤية استراتيجية واضحة تضمن الاستقرار وتمنع الانزلاق إلى مغامرات قد تقوض الثقة الدولية في التمويل.

ترامب وخطابه أمام الكنيست.. دعم تاريخي لإسرائيل ونتنياهو

وصف أعضاء في الكنيست زيارة ترامب وخطابه أمام البرلمان الإسرائيلي بأنها لحظة تاريخية غير مسبوقة، مؤكدين أن اللقاء تميز بالحفاوة والاحترام وأن هناك توافقاً بين نتنياهو وترامب حول دعم إسرائيل قيادتها في مختلف المحافل، مع الإشارة إلى أن القانون الإسرائيلي يمنع العفو قبل الحكم النهائي وأن نتنياهو لم يطلب استثناءً في ذلك، كما يلاحظ الخبراء أن دعم ترامب يعزز مكانة نتنياهو في الشارع الإسرائيلي.

ترامب وإدارة النزاعات.. ملف غزة والتهدئة

يركّز محللون على أن خطاب ترامب تضمن عناصر رمزية وإنسانية، مع إشارات إلى أن العلاقة مع نتنياهو تمر بفترات من القوة وتلك الأقل استقراراً، وأن وجود وقف لإطلاق النار لا يعني تلقائياً إعادة الإعمار، فالمسألة تتطلب التزامات عربية وغربية وتوزيعات مسؤوليات جديدة لضمان استدامة الاستقرار بعد وقف القتال، إضافة إلى غياب وضوح حول آليات الحفاظ على السلام بعد الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بصلاحيات الشرطة الفلسطينية وتوزيع الأدوار بين الأطراف المعنية.

التوازن بين السياسة والمال

يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي الإسرائيلي عبر تموضع نتنياهو في الوسط وتوفير إطار سياسي وقانوني يعزز الدعم الدولي والإقليمي، بينما تبقى مسألة غزة والإعمار من أبرز التحديات التي تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين الجهة الضامنة السياسية والجهة الضامنة المالية لضمان استقرار المنطقة وتجنب تعثر الاستثمارات بسبب المخاطر الأمنية والسياسية.

وفي ختام الصورة، تبدو الاستراتيجية محاولة لإنتاج نموذج يجمع القوة السياسية والشرعية القضائية والدعم الدولي مع تحديات الإعمار والاستقرار الإقليمي، في خطوة قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة