تقدم الخطة وتنفيذ المرحلة الأولى
نفذت المرحلة الأولى من الخطة الأميركية بشأن غزة بإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، وببدء تدفق المساعدات إلى القطاع بعد عامين من الحرب المدمرة.
تشكل الخطوات التي نُفذت الإثنين جزءاً رئيسياً من الخطة ذات العشرين بنداً التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وجاءت بعد ثلاثة أيام من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها مسبقاً.
وفي القاهرة، اجتمع ترامب مع عدد من قادة العالم في قمة خاصة بمستقبل غزة والمنطقة، فيما تبقى أسئلة كثيرة حول المراحل التالية من الاتفاق بلا إجابة واضحة.
قضايا مؤجلة وتحديات سياسية
رغم التقدم في الإفراج عن الأسرى والرهائن، تبقى قضايا حساسة مثل نزع سلاح حماس، وهوية الجهة التي ستدير غزة، ومستقبل الدولة الفلسطينية، وإعادة الإعمار عالقة.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش ملتزم بالاتفاق، لكنه أشار إلى أن بعض البنود لم تُنفذ بالكامل بعد، بما في ذلك تسليم جثامين الرهائن الذين لا يزالون في غزة.
إعادة الإعمار.. التحدي الأكبر
تقدّر مؤسسات مثل البنك الدولي حجم الدمار في غزة بنحو 53 مليار دولار لإعادة الإعمار، وتستضيف مصر مؤتمراً دولياً قريباً لتنسيق جهود البناء، وسط خلافات حول الجهة التي ستدير الأموال والمشروعات داخل القطاع.
ملف نزع سلاح حماس
تبقى إسرائيل متمسكة بنزع سلاح حركة حماس بالكامل، وهو مطلب ترفضه الحركة قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من القطاع.
ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وخان يونس وبعض المناطق الأخرى، ما زالت تسيطر على نحو 53% من مساحة القطاع، بما في ذلك رفح وأجزاء من الشمال وشريط الحدود مع إسرائيل. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقف غزة بأنه محاصر، وهو يهدد بأن غزة ستُجرَّد من السلاح.
من سيحكم غزة؟
تقترح الخطة الأمريكية إدارة غزة من خلال هيئة دولية تشرف على حكومة تكنوقراط فلسطينية تتولى شؤون الحياة اليومية، مع استبعاد أي دور مباشر لحماس. وتلمح إلى احتمال دور لاحق للسلطة الفلسطينية بعد إجراء إصلاحات جذرية، لكن دون تحديد إطار زمني واضح. في المقابل تشترط حماس أن يقرر الفلسطينيون شكل الحكم في غزة دون تدخل خارجي.
قوة أمنية عربية ودور أميركي مباشر
تنص الخطة على نشر قوة أمنية عربية بإشراف الأمم المتحدة تضم عناصر من الشرطة الفلسطينية مدربين في مصر والأردن، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية مع انتشار هذه القوة.
وأكد وزير الخارجية المصري أن نشر القوة الدولية يتطلب تفويضاً من مجلس الأمن الدولي لتحديد مهامها كقوة حفظ سلام.
ويشارك نحو 200 جندي أميركي في مراقبة وقف إطلاق النار وتنفيذ بنود المرحلة الأولى، بالتعاون مع دول شريكة ومنظمات غير حكومية.
توقعات ومخاطر المرحلة التالية
رغم الأجواء الإيجابية الحذرة، يرى مراقبون أن القضايا العالقة قد تفتح باباً لتجدد التوتر في أي لحظة، مما يجعل المرحلة المقبلة اختباراً حقيقياً لنجاح الخطة الأمريكية.