تفاصيل الحادثة
عثر الدفاع المدني على جثة الناشط موفق أحمد هارون داخل صندوق سيارته الخلفي محترقة جزئياً، ما أثار موجة غضب وحزن خاصة في مدينة دوما التي ينحدر منها المغدور.
وأفادت مصادر مطلعة أن الجثة كانت مغطاة بوسائد وأغطية وألواح فوقها، كما عُثر على المقعد المتحرك الخاص بهارون في المقعد الخلفي بشكل غير معتاد، ما أثار شكوكاً حول طريقة نقله، إلى جانب بطاقات الهاتف الخاصة بالمغدور دون وجود الجهاز الخلوي.
وتم استدعاء المدعي العام وقسم شرطة دوما والطبيب الشرعي الذي قام بمعاينة الجثة ميدانياً، واتباع الإجراءات اللازمة، وأخذ إفادات الشهود والجيران والمبلغين وتسجيل الضبط مكان الحادثة، بينما نُقلت الجثة إلى مشفى المجتهد لاستكمال الإجراءات القانونية.
وبدأت فرق التحقيق مسحاً شاملاً للمنطقة وجمعت تسجيلات كاميرات المراقبة، حيث رُصد شخصان يركنان السيارة ويشعلان النار قبل الفرار.
وتعمل الجهات المختصة حالياً على تحليل بيانات هاتف الشهيد وهارون وسجلات الاتصالات الأخيرة في محاولة لتحديد هوية المتورطين، فيما تنتظر انتهاء مراسم العزاء لأخذ إفادات ذوي المغدور ومقارنتها مع المعلومات المتوفرة.
تهديدات مسبقة بالقتل
كشف الناشط الإعلامي موفق نعال أن هارون تلقى تهديدات بالقتل عبر حسابات وهمية على تطبيق تليغرام خلال الأسابيع الأخيرة، رداً على منشورات ناقدة لما تبقى من عناصر النظام البائد في الغوطة الشرقية، مع الإشارة إلى أن هذه التهديدات جعلته عرضة للملاحقة قبل اغتياله.
من هو موفق هارون؟
يُشار إلى أن موفق هارون هو ابن مدينة دوما، وأُصيب خلال معارك عدرا بشلل نصفي أقعده على كرسي متحرك، لكنه لم يستسلم، فصار ناشطاً إعلامياً وإنسانياً بارزاً، مدافعاً عن حقوق ذوي الإعاقة، ناقلاً معاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلن الشهيد سابقاً تبرّعه بكرسيه المتحرك دعماً لحملة “ريفنا بيستاهل”، وقال: “أنا أتبرّع بهذا الكرسي وأفتتح عليه مزاداً، على أن يُخصص ريعه للحملة ومشاريع دعم ذوي الإعاقة”.
ردود فعل رسمية وشعبية
قدم محافظ ريف دمشق عامر الشيخ التعازي باستشهاد هارون، مؤكداً أن اغتياله جريمة نكراء وأن القتلة سيلاحَقون ويقدمون إلى القضاء.
وشهدت مراسم الدفن حضوراً واسعاً من أبناء مدينة دوما، في مشهد يعكس المكانة الاجتماعية والإنسانية التي كان يتمتع بها الشهيد.