رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | أزمة سد النهضة: ما العائق أمام الاتفاق بين مصر وإثيوبيا؟

شارك

تصاعدت التوترات بين مصر وإثيوبيا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب موجة فيضانات السودان التي امتدت آثارها إلى الأراضي المصرية، مما أثار انتقادات القاهرة لطريقة تشغيل سد النهضة وتدفقات النيل التي اعتبر أنها أخلت بالتوازن المائي للبلاد.

قال دبلوماسيون ومحللون إن هذا التصعيد يعكس عمق الخلافات الفنية والسياسية حول آليات تشغيل سد النهضة، مع غياب التنسيق المسبق بشأن تدفقات المياه التي تؤثر مباشرة على الأمن المائي لمصر والسودان.

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تقف مكتوفة أمام ما يصفه النهج غير المسؤول من جانب إثيوبيا، ووجه رسالة بأن بلاده ستتخذ كل التدابير لحماية مصالحها وأمنها المائي.

وفي سياق الأزمة تواصلت الفيضانات في المناطق الريفية المصرية، حيث غمرت منازل وأراضٍ واسعة في منطقة طرح النهر نتيجة ارتفاع منسوب النيل، وحمّلت الحكومة المصرية سد النهضة مسؤولية زيادة التصريفات الأحادية ومخالفة القواعد الفنية في التخزين.

وفي المقابل أكدت الحكومة الإثيوبية أنها تمارس حقها السيادي في استخدام مواردها المائية، وأعلنت أنها تدير مشروع السد بشفافية وتقدم بيانات فنية دورية عن مراحل الملء والتشغيل إلى السودان ومصر عبر آليات الاتحاد الأفريقي والقنوات الدبلوماسية.

نقاط الخلاف

قالت منى عمر، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون الإفريقية، إن القلق المصري مشروع في ظل انعدام الثقة المتراكمة تجاه الموقف الإثيوبي، فحتى مع وجود مبادرات دولية جادة ستواجه صعوبات دون إرادة سياسية من أديس أبابا للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل.

وأوضحت أن سنوات التفاوض لم تسفر عن اتفاق بسبب التعنت الإثيوبي، فيما أشار الكلام إلى أن الخيارات المتاحة أمام القاهرة ما زالت مفتوحة لكنها تفضل المسار السلمي كخيار استراتيجي لحل الأزمة، وتؤكد أن سد النهضة يخالف القانون الدولي ويمس استقرار حوض النيل الشرقي.

وأكدت الاجتماعات على مستوى آلية 2+2 بين القاهرة والخرطوم أن التهديد الحقيقي يكمن في التصرفات الأحادية لملء وتشغيل السد، إضافة إلى قضايا أمان السد والتصريفات غير المنضبطة والتعامل مع حالات الجفاف المحتملة.

هل يتدخل ترامب؟

في هذه الأجواء كشف كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية أن واشنطن تسعى لإبراز دور يضمن حقوق الدول ويمنع اندلاع نزاع.

ويرى بعض المحللين أن وجود إدارة أميركية جديدة قد يدفع باتجاه تدخل ذو طابع حازم أو مرن يوجه إلى إثيوبيا بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حول السد، مع الاعتماد على مزيج من الحوافز والإجراءات لضمان انخراط جاد من الأطراف المعنية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن أن العلاقة الواضحة بين السيسي وترامب قد تؤثر في الموقف الأميركي وتفتح باباً لتأثير مباشر في هذا الملف، كما يرى أن الهدف الأساسي للدور الأميركي يجب أن يكون كسر دوامة الثقة المتدنية بين مصر وإثيوبيا وتقديم مقترحات عملية يوافق عليها الطرفان للوصول إلى نقاط اتفاق قابلة للتحليل الوطني لكل بلد.

مقالات ذات صلة