رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | لقاء القاهرة وتل أبيب.. كواليس مهمة إنقاذ “اتفاق غزة”

شارك

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في تل أبيب سبل دفع خطة ترامب الخاصة بغزة وتثبيت الهدنة، حيث تركز اللقاء على تعزيز الهدنة وتثبيت الترتيبات الأمنية والإنسانية التي تقودها واشنطن.

قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الاتفاق دخل مرحلته الأهم، وهي مرحلة التنفيذ، وهو ما يشير إلى بدء تطبيق الترتيبات الأمنية والإنسانية التي نص عليها الاتفاق بوساطة الرئيس دونالد ترامب. وأوضحت الإدارة الأميركية أنها تواجه مهمة مزدوجة هي كبح اندفاع نتنياهو نحو التصعيد وضغط حركة حماس للالتزام ببنود الاتفاق.

وأكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي زار إسرائيل مع ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، أن واشنطن مصممة على ضمان صمود وقف إطلاق النار في غزة، معلناً عن افتتاح مركز التعاون العسكري المدني في القطاع. كما أشار الرئيس ترامب إلى استعداد عدد من الحلفاء لإرسال قوات إلى غزة للمساعدة في إعادة حماس إلى الطريق الصحيح، مؤكداً أن الأمل قائماً في أن تفعل حماس الصواب وتلتزم بالاتفاق.

القاهرة على الخط.. الأمن القومي أولا

في موازاة التحركات الأميركية دخلت مصر بثقلها عبر جولة مكثفة قادها اللواء حسن رشاد في إسرائيل. وأوضح بيان مكتب نتنياهو أن اللقاء تناول تعزيز الهدنة والعلاقات الثنائية، فيما ركز الإعلام المصري على تسريع إدخال المساعدات وتذليل العقبات أمام تنفيذ الخطة الأميركية.

المستشار الدبلوماسي منير الجاغوب قال إن أي خلل أمني داخل القطاع ينعكس فوراً على الداخل المصري، سواء عبر الهجرة غير الشرعية أو نشاط الجماعات المتطرفة في سيناء، مضيفاً أن قطاع غزة هو الخاصرة الأمنية لمصر، واستقراره يعني استقرار حدودها الشرقية. وأشار إلى أن القاهرة ترى في عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع الضمانة الشرعية والسياسية لاستمرار الهدوء، فعودتها ستتيح الإعمار وخلق فرص عمل واستقراراً اقتصادياً وسياسياً بين الضفة والقطاع.

من جهة أخرى، قال خليل الحية القيادي في حماس إن الحركة جادة في استخراج جثامين المحتجزين وإن الاتفاق سيصمد برعاية ترامب، بينما يرى الجاغوب أن حماس تراهن على الوقت لتعزيز سلطتها في القطاع، ويشير إلى أن نتنياهو يحاول إجهاض مشروع الدولة الفلسطينية عبر هذا الواقع.

القاهرة تعد وسيطاً ثابتاً في المعادلة، فترى أن استقرار غزة لا يمكن فصله عن وجود السلطة الفلسطينية، فغيابها يؤدي إلى فوضى وهجرة، بينما عودتها تعني الإعمار والوظائف والاستقرار بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ويرى مراقبون أن لقاء رشاد ونتنياهو يهدف إلى ترسيخ المعادلة التي تعتبرها القاهرة مثالية: سلطة فلسطينية حاضرة، وحماس منضبطة تحت الرقابة، وهدنة طويلة تحافظ على أمن الحدود.

وهكذا يبقى اتفاق غزة محاصرًا بين ضغط واشنطن ومناورة تل أبيب ووساطة القاهرة، في توازن هش يشبه «تنفسًا تحت الماء» يمنحه تنفيساً سياسياً مؤقتاً، لكنه لا يلغي احتمال عودة التصعيد في أي وقت.

مقالات ذات صلة