أثبت باحثون أميركيون أن الدودة الطفيلية الصغيرة Steinernema carpocapsae تستخدم الكهرباء الساكنة للالتصاق بفريستها، وهو اكتشاف يُظهر كيف يمكن للكائنات الدقيقة أن تستفيد من الشحنة الكهربائية كأداة صيد وتعرّض حياتها للخطر مع كل محاولة صيد.
تجربة قياس تأثير الكهرباء الساكنة
أجرى فريق من جامعة إيموري وجامعة كاليفورنيا في بيركلي تجربة لقياس تأثير الكهرباء الساكنة على علاقة الدودة بفرائسها، حيث ثبتت دودة فاكهة على سلك موصل بمصدر جهد عالٍ وصوّروا قفزات الدودة باستخدام مجهر عالي السرعة.
أظهرت النتائج أن الحقل الكهربائي جعل جسم الذبابة يكتسب شحنة موجبة، بينما شُحنت الدودة بسالب، ما أدى إلى قوة جذب بينهما تساعد الدودة على الاقتراب من الفريسة في نهاية القفزة كأنها تعمل كمغناطيس.
بدون وجود كهرباء، نجحت دودة واحدة من بين 19 قفزة في الالتصاق بالفريسة؛ لكن عند جهد نحو 880 فولت ارتفعت احتمالات النجاح إلى نحو 80%، وهي نسبة تقارب ما يُلاحظ في الطبيعة عندما تولّد أجنحة الحشرات شحنات أثناء احتكاكها بالهواء.
كما اختبر العلماء تأثير الرياح داخل نفق هوائي، فظهر أن تدفق الهواء يساعد الدودة على الانجراف نحو الفريسة ويزيد فرص الصيد.
قال الفيزيائي ران جيانشان ران: باستخدام الفيزياء اكتشفنا جانبًا جديدًا في تكيف الكائنات الحية، ونساهم في تمهيد الطريق لمجال جديد يُعرف بالبيئة الكهروستاتيكية.
وهكذا أظهر العلماء للمرة الأولى أن النجاح في الصيد في العالم المجهري لا يعتمد فقط على السرعة أو السم، بل يعتمد أيضًا على القدرة على استغلال الشحنة الكهربائية التي تولدها الحشرات بذاتها عند احتكاكها بالهواء.
