تنطلق الرؤية المصرية من أساس وضع انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وإعادة الإعمار وتمكين السلطة الفلسطينية من الإدارة الشاملة للقطاع كأولويات رئيسية لتحقيق السلام والاستقرار.
تؤكد القاهرة أن ملف سلاح حماس مسألة فرعية لا ينبغي أن تعرقل تحقيق السلام، وأن الهدف الأساسي يتمثل في انسحاب الجيش الإسرائيلي، وإدخال المساعدات الإنسانية، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع.
تشير المعطيات إلى وجود تفاوت في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر بشأن الاتفاق، حيث تميل القاهرة إلى قبول دخول قوات حفظ سلام دولية إلى غزة، بينما تعارض إسرائيل هذه الخطوة في المرحلة الراهنة بحجة أن حماس قادرة على إعادة تنظيم قدراتها المسلحة دون دعم خارجي.
أوضح أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام المصري أن الخلاف استراتيجي في الرؤية ولكنه لا يشكل تهديداً لسير الاتفاق في هذه اللحظة، وأن هناك تصوراً مصرياً يقوم على بناء سلام مستدام يرتكز إلى 20 نقطة أساسية لبناء الحل على أساس استراتيجي وليس تفصيلياً، مع التأكيد على أن النقاش shouldn’t يتركز على بند واحد كما يحلل من طرف إسرائيل، بل على إطار يضمن انسحاب الجيش ووقف الحرب وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار وتوحيد السلطة الفلسطينية كما تشدد القاهرة على أهمية وجود دولة فلسطينية مستقلة ومتماسكة.
تفاصيل الترتيبات الفنية والمساعدات الإنسانية
تفترض الرؤية المصرية أن التفاصيل الفنية المرتبطة بالأمن وبنطاق سلاح حماس مسائل فرعية يحكمها حوار تقني بين وزراء الخارجية وجهاز المخابرات والأطراف الأخرى، وليست جوهر الخطة. وتؤكد أن السياسة فوق التفاصيل، وأن وجود دولة فلسطينية واستقرار الشعب الفلسطيني أولوية أعلى من البنود التفصيلية. كما ترى أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وهو أمر أساسي، يجب أن يترافق مع إدخال قوات حفظ سلام دولية خلال المرحلة الانتقالية لضمان الاستقرار، مع التركيز على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإزالة الركام كخطوات تمهيدية تتحرك بها العملية نحو الإعمار والاستقرار.
إعادة الإعمار والمرحلة التالية
سيُعقد مؤتمر عربي في القاهرة في نوفمبر لبحث خطة إعادة الإعمار وتنسيق المساعدات، مع التأكيد على أن المرحلة الحالية تتركز على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإزالة الركام، ثم الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار بما يحقق الاستقرار للشعب الفلسطيني. وتؤكد الرؤية أن الأولوية هي انسحاب إسرائيل وتمكين السلطة الفلسطينية من قيادة شؤون غزة والضفة مع فتح المعابر وتوفير الدعم الدولي لضمان تطبيق هذه الخطوات.
موقف مصر من سلاح حماس
يؤكد المسلماني أن مصر لم تقل ببقاء حماس ولا ببقاء سلاحها كشرط، فهذه قضايا تفصيلية تقنية تُناقش على مستويات مختلفة لكنها لا تشكل محور السياسة المصرية التي تركز على السلام والاستقرار والشرعية الفلسطينية. والهدف النهائي هو انسحاب القوات الإسرائيلية، إدخال المساعدات، إعادة الإعمار، وتمكين السلطة الفلسطينية لتكون السلطة الحاكمة في كل فلسطين، مع إشراك المجتمع الدولي وقوات حفظ السلام لضمان تطبيق هذه الإجراءات.
خلاصة الرؤية المصرية
الانسحاب الإسرائيلي من غزة كخطوة أساسية قبل أي نقاش آخر، ثم إدخال المساعدات وفتح المعابر لضمان حياة كريمة للفلسطينيين، وإعادة الإعمار وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة الشؤون في القطاع بشكل كامل هي المحاور الأساسية. سلاح حماس قضية تفصيلية تُناقش فنياً وليست عائقاً أمام الاتفاق، وتبقى الهدف الاستراتيجي إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة بين الضفة والقطاع، مع التأكيد أن القاهرة لن تسمح لأي إجراءات تعيق السلام وأن الأولوية للإنسانية والاستقرار والشرعية الفلسطينية وليست للمناورات السياسية أو التكتيكات.