رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | إسرائيل تفتح “دفتر الحرب”.. وحزب الله بين الصمت والمساءلة

شارك

تشهد سماء لبنان تصعيدًا عسكريًا مع عودة الطائرات الإسرائيلية لتقصف مواقع لحزب الله في البقاع والشمال وتدمير منشآت وصفت بأنها استراتيجية تابعة للحزب.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات تجاوزت العشرين واستهدفت مواقع تدريب وإنتاج صواريخ دقيقة، كما أُعلن اغتيال القيادي عيسى أحمد كربلاء من قوة الرضوان في بلدة عين قانا، في إطار إجراءات تهدف إلى إزالة تهديدات ناشئة من الأراضي اللبنانية.

تزامن ذلك مع موقف حاد لرئيس الوزراء اللبناني نواف سلام الذي رفع سقف المطالب بقوله “لا دولة بجيشين”، في إشارة إلى سلاح حزب الله، مؤكدًا ضرورة احترام وقف إطلاق النار ونزع السلاح من خارج مؤسسات الدولة.

بدت المواقف الدولية صامتة إلى حد بعيد، واعتبرها مراقبون بمثابة مباركة ضمنية لإسرائيل لتقويض قدرات الحزب طالما أن الدولة اللبنانية لا تمارس سيادتها الكاملة.

ميزان القوى وتداعياته

بحسب الباحث علي سبيتي، يعكس المشهد خللاً واضحًا في ميزان القوة بين حزب الله وإسرائيل، فالغارات الأخيرة أظهرت تقنيات جديدة وأهدافًا جسيمة في جسم الحزب، ما يشير إلى تراجع في قدرات الردع التي يتباهى بها الحزب داخليًا.

ويرى سبيتي أن الحزب، رغم الضربات المؤلمة، لا يعترف بالخسارة ضمن قاموسه السياسي أو العقائدي، ففكر المقاومة لا يعترف بخسارة، وهذا يفسر استمرار الحزب في تصوير الصراع كمعركة فتح مبين رغم الخسائر الميدانية المعلنة.

وينتقد سبيتي عجز السلطة اللبنانية أمام الحزب، موضحًا أن ميزان القوى الداخلي لا يسمح للحكومة بفرض قراراتها على الحزب الذي يملك إمكانات سياسية وعسكرية وشعبية تفوق سلطة الدولة، مشيرًا إلى أن منطق القوة لدى الحزب يجعل التسليم بمكتسباته أمراً غير قابل للحل.

أزمة النظام أم أزمة السلاح؟

يرى سبيتي أن لبنان يعاني من أزمة أعمق تتعلق بطبيعة نظامه السياسي وفشل الطبقة الحاكمة في إدارة الدولة، فالتوافق الطائفي يمنح ثلاث رؤساء صلاحيات تجعل القرار الوطني مشروطًا بمقدار التوافق، وهو وضع يفاقم العجز المؤسسي.

أما حزب الله فوفقًا له يظهر بمظهر القوة لا الشراكة، فهو يلتزم بقرار مجلس الأمن 1701 خارج شمال نهر الليطاني، ويرفض أي التزام قد يقيد سلاحه أو تحركاته، وهذه هي جوهر الأزمة: سلطة لا تفرض، وحزب لا يعترف بمرجعية الدولة.

الحرب المقبلة.. من سيكون الطرف؟

تتنوع المقاربات في بيروت بين احتمال تصعيد إسرائيلي يستهدف بنية الحزب العسكرية أو توسيع بنك الأهداف ليشمل مؤسسات الدولة إذا رأت إسرائيل أن لبنان يتواطأ مع الحزب، وهو سيناريو يحذر منه البعض بأنه يضع السيادة أمام اختبار حقيقي.

ويؤكد سبيتي أن لبنان بحاجة إلى إعادة النظر في اتفاق الطائف والانتقال نحو صيغة دولة وطنية لا طائفية، وهذا يتطلب تغييرا في موازن القوى، وهو أمر لا يبدو متاحًا حاليًا ما دام السلاح خارج الدولة يمثل ضمانة وحاكمًا في آن واحد.

بين الوهم والواقع

في المشهد الراهن يقف حزب الله بين خطاب المقاومة المنتصرة وواقع دولة تفتقد القرار، فيما تبدو إسرائيل عازمة على استثمار لحظة الضعف اللبناني لضرب قدرات الحزب وتحييد التوازن، فيما تفتقد المبادرات الدولية الجادة إلى الدفع نحو تهدئة فعلية.

ويبقى السؤال الأكبر ليس إن كانت الحرب ستقع بل من سيشعلها أولاً: الحزب أم لبنان ككل.

مقالات ذات صلة

أخترنا لك