رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | حزب الله يرفض تسليم السلاح.. لبنان على حافة مواجهة جديدة؟

شارك

تشهد لبنان حالة توتر حاد مع تصاعد التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وتتصاعد التحذيرات من انزلاق البلاد إلى مواجهة جديدة أشد وطأة من سابقاتها، فيما تتحرك الولايات المتحدة ومصر ضمن مساعٍ عاجلة لتفادي الانفجار.

يرى الكاتب والباحث السياسي نضال السبع أن لبنان يمر بمرحلة حساسة، إذ يواجه حزب الله أزمة متصاعدة عقب رفضه تسليم سلاحه وعدم الدخول في أي تسوية تقلل من نفوذه العسكري، مع تواصل مخاوف من تداعيات السابع من أكتوبر وتغير موازين القوى الإقليمية.

ويشير السبع إلى أن الحزب ما زال أسيراً لفكرة قدراته العسكرية السابقة، في حين تبدو المعطيات الإقليمية مختلفة، مع تغيّر سوريا وتقدم إسرائيل في غزة وضربة موجعة تلقاها الحزب، فيما تعكس رسالة الأمين العام نعيم قاسم إلى المبعوثة الأميركية موقفاً حازماً بعدم التسليم ما يعرّض لبنان لمخاطر أمنية وسياسية جدّية.

تحركات خارجية ومبادرات وساطة

يكشف مصدر لبناني أن أجهزة الأمن المصرية أرسلت تحذيرات شديدة الخطورة تفيد بأن أموراً كبيرة قد تُحضَّر للبنان، وتؤكد ضرورة التعامل مع التهديد الإسرائيلي بواقع وجدية، مع توقع زيارة محتملة لرئيس المخابرات المصرية إلى بيروت لنقل الرسائل وربما فتح خطوط تفاوض مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل. وتزامنت هذه الجهود مع تحريك فلسطيني عبر مبعوث خاص لبحث سحب السلاح الفلسطيني الثقيل من المخيمات كجزء من تقليل ذريعة إسرائيلية لاعتداءاتها.

وصلت مورغان أورتاغوس إلى بيروت في إطار مهمة أميركية عاجلة تهدف إلى منع تدهور الوضع، ورافقها مسؤولون أمنيون من إسرائيل إلى المناطق الحدودية لتوضيح الرسالة، وفق ما ذكره مصدر لبناني، في حين أوضح أن هناك مهلة زمنية لا تتجاوز أسبوعاً لسحب سلاح الحزب وهو وقت قصير وغير واقعي، وتوضح المصادر أن التواصل يجري عبر آلية أميركية-إسرائيلية تتطلب إجراءات مطوّلة.

المسار اللبناني نحو المفاوضات وآفاقه

يؤكد السبع أن لبنان أبدى استعداده لإجراء مفاوضات مع إسرائيل مباشرة أو غير مباشرة، وأن وجود الأميركيين في الغرفة يساعد في نقل الرسائل بين الطرفين، كما أن لبنان يبدي رغبة في إحياء اتفاق 27 نوفمبر لوقف إطلاق النار والعمل على إزالة العقبات أمام تنفيذه.

ولكن يرى أن أي انسداد في أفق المفاوضات قد يدفع إسرائيل إلى شن عملية عسكرية واسعة وربما تدخل بري في الأراضي اللبنانية، خاصة مع تراجع وجود الحزب في الجنوب وتزايد قدرة الجيش اللبناني على ضبط المخازن خارج نفوذ الحزب.

التوتر الأمني والواقع العسكري

يتحدث السبع عن انكشاف أمني داخل حزب الله؛ إذ يرى الحزب مخترقاً أمنياً ويتعرض لضربات مستمرة أعطت مؤشراً على هشاشة بنية الحزب وتراجع قدرته على تعويض الخسائر بسبب ضعفه في خطوط الإمداد وسوء الدعم اللوجستي.

ويرى أن التفوق الإسرائيلي في القدرات العسكرية بات واضحاً، فإسرائيل تمتلك بنك أهداف يشمل مواقع عسكرية وشخصيات سياسية وإعلامية، وتتصاعد عمليات الاغتيال بطائرات مسيرة، بينما يبقى الحزب عاجزاً عن سد الثغرات والوصول إلى قياداته.

المواقف الداخلية وخيارات لبنان

تبدو المواقف اللبنانية مختلفة بين الرئاسات؛ فالرئيس بري يميل إلى التهدئة والحل، والرئيس عون يعتمد سياسة النفس الطويل لتقريب وجهات النظر مع الحزب، بينما يسعى رئيس الحكومة نواف سلام إلى حسم ملف السلاح خلال عام واحد لتجنّب عدوان إسرائيلي محتمل.

يخلص الباحث إلى أن لبنان يواجه مفترقاً حاسماً: إما فتح مسار تفاوضي يخفّض التوتر ويمنع انفجاراً أجبرت عليه التطورات، وإما الانزلاق إلى مواجهة ميدانية بلا حدود، في حين أن المنطقة تغيرت وبدلاً من أن يتغير الحزب، يبقى احتمال أن يظل لبنان ساحة حرب مفتوحة قائماً إذا لم يتم التوصل إلى صيغة تفاهم تخرج البلاد من خطر الانفجار.

مقالات ذات صلة