أبعاد الأزمة الاقتصادية والسياسية
ألغت إسرائيل الموافقة على صفقة تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر التي تبلغ قيمتها 35 مليار دولار، وهو ما ألقى بظلاله على العلاقات الثلاثية بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن، وفتح بابا للأسئلة عن خلفيات القرار ودلالاته الاقتصادية والسياسية.
أدى الرفض إلى إلغاء زيارة وزير الطاقة الأميركي كريس رايت لإسرائيل، وهو مؤشر على وجود توتر خفي داخل محور التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث.
يؤكد أستاذ العلوم السياسية في القاهرة د. حامد فارس أن القرار يعكس توترات متراكمة بين البلدين، ويرى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تشهد انتقالا من مستوى التوتر الدبلوماسي إلى مستوى اقتصادي أكثر وضوحا.
ويرى أن إسرائيل هي الخاسر الأكبر من تعطيل الصفقة، لأنها لن تتمكن من تصريف الغاز إلا عبر مصر، في ظل غياب بنية تحتية لديها لإسالة الغاز، ما يجعل بناء محطة جديدة بتكلفة لا تقل عن 10 مليارات دولار أمرا حتميا ويعادل غالبا العائد من حقل ليفياثان.
ويقول إن القرار الإسرائيلي ليس اقتصاديا فحسب، بل يحمل رسائل سياسية مرتبطة بموقف مصر من ملف غزة ورفضها أي حديث عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وأشار إلى أن تل أبيب تمارس ضغوطا اقتصادية لمحاولة ليّ ذراع القاهرة، لكنه شدد على أن مصر لن ترضخ لهذه الضغوط ولن تقبل المساس بسيادتها أو بدورها في القضية الفلسطينية.
ويضيف فارس أن إسرائيل تواجه أيضا ضغوطا من واشنطن وشركات أميركية داخل حقل ليفياثان، وتسعى لاستعادة ما أنفقته على تطويره.
بدائل مصر وتوقعات المستقبل
وأفاد فارس بأن مصر تمتلك بدائل متعددة، من بينها اتفاق الغاز مع قبرص الذي سيدخل حيز التنفيذ عام 2027، إضافة إلى خمس وحدات تغويز عائمة، أربع منها داخل مصر وواحدة في الأردن.
كما أشار إلى أن مصر تعمل على زيادة إنتاجها المحلي وأعلنت عن اكتشاف بئر جديد في حقل ظهر، ما يعزز أمنها الطاقي.
وأكّد أن القاهرة لن تتأثر اقتصاديا بإلغاء الصفقة، بل إسرائيل هي من ستخسر فرص تصدير غازها وتواجه أزمة مع المستثمرين الأميركيين.
وشدّد الزعبي على أن إسرائيل لا تسعى لتوتير العلاقات مع مصر بل تعتبرها شريكا حيويا في استقرار المنطقة، نافيا أن يكون الحديث عن استخدام الغاز كورقة ضغط سياسية مبالغا فيه، فإسرائيل لا تعتبر مصر خصما بل وسيطا إقليميا مهما.
ويظل الوضع اختبارا دقيقا للعلاقات بين البلدين في ظل تشابك ملفات الطاقة والسياسة والأمن وتنامي دور مصر كلاعب محوري في شرق المتوسط.







