رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | مراقبون: بيان الدفاع السوداني يربك الشارع بتجاهل الهدنة مع الحفاظ على المعنى نفسه

شارك

انعقاد مجلس الأمن والدفاع وتجاهل الرباعية

أثار اجتماع مجلس الأمن والدفاع في الخرطوم حالة ارتباك كبيرة في الشارع السوداني، إذ تجاهل البيان أي حديث عن مبادرة الرباعية التي تنص على هدنة لثلاثة أشهر ووقف لإطلاق النار ينهي المعاناة الإنسانية المتفاقمة جراء الحرب.

وأصدر المجلس بيانًا مقتضبًا عقب انتهاء الاجتماع، قال فيه وزير الدفاع إن المجلس شكل لجنة للنظر في كيفية إنهاء المعاناة الإنسانية، مع التأكيد على استمرار الاستنفار والتعبئة العامة. وفي الوقت الذي كان الشارع ينتظر موقفًا واضحًا من الخطة الرباعية، لم يشر البيان إليها واكتفى بشكر الولايات المتحدة.

وجاء البيان بعد ساعات من تصريحات متفائلة لمسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، أكد فيها اقتراب الطرفين من التوقيع على اتفاق الهدنة.

تأويلات وتحليلات محلية

يشير مهدي الخليفة، الوزير الأسبق بوزارة الخارجية السودانية، إلى أن البيان أراد تجنّب الصدام مع واشنطن، لكنه حمل رسائل متناقضة تؤكد النية في الاستمرار في الحرب وتأجيل السلام. وقال لموقع محلي إن البيان بدا أنه يفتح بابًا دبلوماسيًا تجاه واشنطن دون أن يقدم التزامًا فعليًا بوقف إطلاق النار، بينما في جوهره أشار إلى أن خيار العمل العسكري لا يزال مطروحًا، خاصة حين أُشير إلى «مواصلة التجهيزات لمعركة الشعب السوداني في المرحلة المقبلة».

وأضاف: «لا يمكن اعتبار البيان قبولًا بالمقترح الأميركي، بل هو أقرب إلى رفضٍ مغلفٍ بلغة دبلوماسية. فالحكومة تبقي الباب مواربًا للحوار، لكنها تمضي فعليًا في طريق الحرب… في اعتقادي يبدو أن السلام في السودان لا يزال مؤجلًا».

بالنسبة للسفير حسين شرفي، يعكس البيان رفضًا للتوقيع والالتزام بالورقة والرؤية التي قدمتها الرباعية بشأن وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية. وأشار إلى أن الفقرة التي تقضي بإنشاء لجنة لتقديم رؤية سلطة بورتسودان بشأن إدخال المساعدات الإنسانية تعني ضمنًا رفض الخطة الرباعية. وتوقع تغييرات في آليات تطبيق الخطة في ظل رفض سلطة بورتسودان مقابل مرونة من تحالف «تأسيس» تجاهها.

وأوضح شرفي أن هناك تباينًا في المواقف، حيث وافقت «تأسيس» على الخطة وأبدت مرونة تجاه التحقيق في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها بعض أفراد الدعم السريع، وكونت لجان تحقيق ومحاسبة، ووافقت على الانسحاب من الفاشر وتسليمها لقوة شرطة، وهو ما رجّح كفتها في تجاوبها مع الخطة الأميركية والرباعية. وتساءل عما إذا كانت الرباعية ستسمح باستمرار الحرب أم ستتجه نحو مواقف أكثر صرامة.

وتزامن اجتماع المجلس مع حديث عن اقتراب الجيش من توقيع اتفاق لوقف الحرب، مع تهديدات متزايدة من عناصر تنظيم الإخوان لقائد الجيش في حال توقيعه على أي اتفاق.

يقول المحلل السياسي محمد المختار محمد إن بيان مجلس الأمن والدفاع عبَّر بوضوح عن صراعات داخلية أو تبادل أدوار، في ظل سعي تنظيم الإخوان وحلفائه إلى تفريغ خطة الرباعية من محتواها عبر إرسال إشارات متناقضة. وأوضح أن البيان يعبر عن طريقة البرهان في شراء الوقت، بينما الواقع على الأرض ذو حالة استنفار عالية تشير إلى أن تنظيم الإخوان حسم أمره، مع وجود شكوك حول قدرته على تحمل تبعات رفض الهدنة.

ويتفق الأكاديمي الأمين بلال مع هذا التقييم، مضيفًا أن البيان أكد مواصلة الحرب، مركّزًا على التعبئة العامة والاستنفار. وقال لموقع محلي إن البيان في مجمله يرغب في رفع الروح المعنوية للمقاتلين، لكن في ظل تقارير متزايدة عن استمرار التفاوض بين الوفدين في واشنطن يبقى البيان محاولة ذر الرماد في العيون.

مقالات ذات صلة