رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

الرئيس الشرع في البيت الأبيض يفتح مسارات جديدة في العلاقات الخارجية

شارك

زيارة تاريخية إلى واشنطن

تخطط زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن للبحث عن رفع ما تبقى من عقوبات وتفعيل مسارات إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تؤكد تصريحات وزير الخارجية أسعد الشيباني أن الشرع سيبحث رفع العقوبات وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب خلال الزيارة، ليصبح أول رئيس سوري يجري زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة.

سيكون الشرع في البيت الأبيض في بداية الشهر، وتعد هذه الزيارة تاريخية وفقاً للشيباني، وتُطرح خلالها مناقشة شاملة لرفع العقوبات وغير ذلك من الملفات.

يُشار إلى أن مكافحة داعش والأمن الدولي سيكونان ضمن مواضيع المحادثات، إضافة إلى موضوع الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا.

نقل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس برّاك أن الشرع سيزور واشنطن وسيوقع اتفاقية لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وفي وقت لاحق أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الزيارة ستجري يوم 10 تشرين الثاني.

أول رئيس سوري في الولايات المتحدة منذ 60 عاماً

شارك الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كأول رئيس سوري يحضر الحدث منذ ستين عاماً، والتقى ترامب في الرياض في 14 مايو الماضي كأول لقاء من مستوى الرئاسة منذ 25 عاماً.

قال ترامب حينها إن اللقاء كان عظيماً وأعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وأكد أن الشرع قائد حقيقي لديه فرصة للحفاظ على وحدة سوريا.

ما بعد التحرير

شهدت العلاقات الأمريكية السورية تطورات كبيرة بعد سقوط النظام، فقد وقع ترامب أمراً تنفيذياً في 30 يونيو 2025 ينهي البرنامج الأمريكي للعقوبات على سوريا، وتعهّد برفع العقوبات كمساهمة في دعم جهود إعادة الإعمار ومنح الشعب السوري فرصة جديدة.

فتحت هذه الخطوة باباً أمام استثمارات إقليمية ودولية في الإعمار، خاصة من تركيا والخليج.

آثار اقتصادية مباشرة للزيارة

أكّد نقيب الاقتصاديين السوريين محمد البكور أهمية الزيارة في إنهاء العقوبات والانتقال إلى تطبيق الاستثمارات على الأرض، مع الإشارة إلى أن الزيارة تأتي قبل جلسة مجلس النواب الأمريكي لإقرار قانون إنهاء العقوبات.

وأوضح البكور أن الولايات المتحدة أصبحت بوابة العالم للسيولة والتمويل، وأن رفع العقوبات بالكامل سيؤدي حتماً إلى انخفاض معدلات البطالة وتحسن الأجور وتحسن الواقع المعيشي في سوريا.

شدد المحلل السياسي زكوان كحالة على أن زيارة الشرع إلى الولايات المتحدة تمثل حلقة مفصلية في جولة خارجية تشمل البرازيل والصين والمملكة المتحدة، وتتضمن إعلاناً محتملاً بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش.

وأيّد كحالة أن هذه الخطوة تعبر عن تموضع جديد وواضح لسوريا ضمن معادلات الأمن الجماعي الإقليمي والدولي، وتؤكد أن سوريا الجهة المعنية بمحاربة الإرهاب على أراضيها.

وأشار إلى أن أثر الزيارة سيتعدّى الجوانب الأمنية إلى الاقتصادية، فستقدم زخماً لجهود رفع العقوبات وأهمية قانون قيصر في سياق القرار المستقبلي.

إشارة استراتيجية لإعادة تعريف دور سوريا

تحظى زيارة الشرع إلى واشنطن باهتمام عالمي وأمريكي، إذ لم تعد مجرد حدث دبلوماسي بل أصبحت إشارة استراتيجية تعيد تعريف الدور السوري في المنطقة وتؤكد تحولها إلى شريك فاعل في الشرق الأوسط.

وتشير الصحافة إلى أن الشرع يجسد التحول من القيادة الثورية إلى القيادة المؤسسية وبناء الدولة وتحقيق الاستقرار، مع كونه رمزاً لعقل الدولة.

مقالات ذات صلة