رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | وزير إسرائيلي يحذر من تعاظم قوة مصر.. ما وراء التصريح؟

شارك

تصاعد الجدل حول القدرات المصرية وتأثيرها على الأمن الإسرائيلي

دعا وزير النقب والجليل المصغر، يتسحاق فاسرلاوف، إلى اجتماع طارئ لبحث جاهزية الجيش الإسرائيلي، معبراً عن قلقه من تعاظم القدرات العسكرية المصرية، ومشيراً إلى استثمارات مصرية ضخمة في البنية التحتية والقدرات القتالية والقيادة والسيطرة، ما يستلزم فحصاً عاجلاً للأوضاع الدفاعية في إسرائيل.

وصف الوزير تحذيره بأنه إنذار مبكر لصنّاع القرار، وهو ما فتح باباً أمام أسئلة عما إذا كانت هذه المخاوف تمثل تحوّلاً استراتيجياً أم قراءة ظرفية مرتبطة بمرحلة داخلية حساسة.

رأى رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية، مندي صفدي، في مداخلة مع غرفة الأخبار أن القلق الذي عبّر عنه الوزير لا يعكس موقفاً رسمياً أو توجهاً عاماً في تل أبيب، مع وجود تشدد سياسي داخل الحكومة التي تضم نحو 30 وزيراً، وأن مثل هذه التصريحات قد تصدر في سياق الانتخابات.

وأشار صفدي إلى أن إسرائيل ومصر تشهدان تعاوناً قوامه الأمني والاقتصادي في الفترة الأخيرة، مؤكداً أنه لا يرى سبباً لفتح نقاشات سياسية أو إعلامية بشأن تصريحات من هذا النوع، خاصة أن الصحافة الإسرائيلية لم تولها اهتماماً يذكر. كما قال إن البلدين يسيران في مسار مشترك لتوسيع محور السلام في المنطقة، وأن القاهرة طلبت تحركاً في مناطق منزوعة السلاح لأسباب أمنية، وهو ما تفهمته تل أبيب ووافقت عليه رغم تعارضه الجزئي مع نصوص الاتفاق، بما يعكس مستوى الثقة والتفاهم بين الجانبين.

وأضاف أن لا وجود لمخاوف من هذا النوع في المحور الإسرائيلي؛ فالعكس أننا نسعى لتعزيز العلاقات والتعاون مع مصر، خصوصاً في هذه الفترة الانتقالية بعد الحرب، معبّراً عن أمله في أن تكون مساعي السلام المشتركة مثمرة في المرحلة المقبلة. وفي تبرير موقف إسرائيل من العمليات العسكرية في المنطقة، قال صفدي إن تغيير وجه الشرق الأوسط عبر القضاء على حزب الله وحماس والحوثيين هو تغيير لصالح المنطقة وسلامها.

قراءة مختلفة حول التطورات من جانب الخبير العسكري سمير فرج

قدم الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج قراءة مغايرة، إذ اعتبر أن ما يثار في إسرائيل حول تعاظم القوة المصرية ما هو إلا محاولة لتوجيه الرأي العام بعيداً عن إخفاقات حكومة نتنياهو. وأكد أن مصر التزمت باتفاق كامب ديفيد منذ توقيعه قبل 44 عاماً، وأنها ظلت تنسّق مع إسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة حتى في ذروة مواجهاتها مع الإرهاب في سيناء، ملتزمة ببنود الاتفاق حرفياً.

وأوضح فرج أن الاستراتيجية المصرية ترى السلام خياراً استراتيجياً لكن تحتاج إلى قوة تحميه، مستعيداً مثال اليابان بعد الحرب العالمية الثانية حيث اضطرتها الظروف إلى إعادة تسليح نفسها. وأضاف أن التنمية لا تبنى بدون وجود قوة تُحميها، وأن مصر تعمل على تحديث اقتصادها إلى جانب منظومتها العسكرية لحماية مصالحها الاستراتيجية في الاتجاهات كافة، مع تشديده على أنها تؤمّن حدودها الغربية في ليبيا ومياه النيل في الجنوب وقناة السويس وحقول الغاز في المتوسط، وهو ما يستلزم تعزيز قدراتها الدفاعية باستمرار.

واتهم فرج إسرائيل بمحاولة إلهاء الرأي العام عن إخفاقاتها في غزة وترويج فكرة الخطر المصري كدعاية سياسية لتأجيل انتهاء ولاة نتنياهو بسبب ملفات الفساد. وأضاف أن مصر دولة تريد السلام، وتسعى لتطوير قدراتها الدفاعية لحماية هذا السلام، مؤكداً أن السياسة المصرية واضحة: لا عدوان، لكن الرد حاضر عند أي تهديد. وفي تعليقه على تصريحات صفدي، قال فرج إنه لا يتفق معها، منتقداً أن إسرائيل تستخدم حزب الله كذريعة لاعتداءاتها في لبنان، ومشيراً إلى أنها استولت على بلوك 9 في المنطقة الاقتصادية اللبنانية وتستخرج الغاز منه، وهو ما اعتبره اعتداءً على سيادة لبنان. كما أشار إلى أن إسرائيل تستخدم المواجهات مع حزب الله والحوثيين وسوريا ولبنان كذرائع لعملياتها، معتبراً أن سعي نتنياهو للبقاء في السلطة يطغى على استقرار الإقليم.

تنويع مصادر السلاح كسياسة مستدامة لمصر

تحدث فرج عن سياسة القاهرة في تنويع مصادر السلاح، موضحاً أن مصر تحركت بعيداً عن الاعتماد على مصدر واحد، فتحوا آفاق مع فرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا والصين وكوريا الجنوبية، ما وفر استقلالية في القرار العسكري وأمن احتياجات الجيش بعيداً عن الضغوط السياسية. وأشار إلى أن مصر تملك سادس أقوى قوة بحرية في العالم، مما يمنحها قدرة حماية حقول الغاز في البحر المتوسط ومنع أي تعدّ على سيادتها. واختتم بأن الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام بل تستغل الخوف من مصر كذريعة لتخويف الشارع الإسرائيلي وتغطية إخفاقاتها الميدانية، مؤكداً أن لكل دولة حقاً في تطوير قدراتها الدفاعية بما يضمن أمنها القومي، ولا يحق لأحد مصادرتها.

مقالات ذات صلة