رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | وسط تحذيرات أممية.. تحركات أميركية مكثفة لوقف حرب السودان مع الحفاظ على نفس المعنى.

شارك

جهود أميركية جديدة لتثبيت هدنة إنسانية في السودان

تتابع وزارة الخارجية الأمريكية الوضع في السودان وتُجري اتصالات مباشرة مع طرفي الصراع لتسهيل إبرام هدنة إنسانية، بعد أن قبلت قوات الدعم السريع المقترح الدولي، فيما رفض الجيش السوداني هذا المقترح مفضلاً خيار الحسم العسكري، وتتصاعد التحذيرات الأممية من جولة قتال جديدة خصوصاً في إقليم كردفان.

صرّح مسؤول رفيع في البيت الأبيض بأن واشنطن “تشارك بكل ثقلها في الجهود الرامية لتحقيق حل سلمي للنزاع”، وأن إدارة الرئيس ترامب تعمل مع شركائها في الرباعية الدولية التي تضم السعودية والإمارات ومصر وبريطانيا على معالجة الأزمة الإنسانية والتحديات السياسية على المدى الطويل.

أوضح أدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية في جورج تاون، أن اهتمام واشنطن بالملف السوداني ظل متراجعاً خلال السنوات الماضية، قائلاً إن الولايات المتحدة لم تُظهر الكثير من الاهتمام بالقضايا الإفريقية عموماً، وهناك أصوات في الكونغرس تنتقد هذا النهج وتقول إن الإدارة لم تفعل ما يكفي للضغط على شركائها في المنطقة لوقف الحرب.

وأشار غريب إلى أن الانتقادات لم تقتصر على الساحة السياسية بل شملت منظمات إفريقية-أميركية اتهمت الإدارة بالمعايير المزدوجة، مضيفاً: “الآن بدأنا نرى اهتماماً أكبر. هناك خطة أميركية بالتعاون مع دول الرباعية للتوصل إلى هدنة تمتد تسعة أشهر، تمهيداً لعملية انتقال سياسي شاملة.”

لكن غريب يرى أن التحرك الأميركي، رغم أهميته، ما يزال في بدايته، مشدداً على أن التحديات أمام واشنطن كبيرة بسبب انشغالها بملفات أخرى مثل أوكرانيا وغزة والصين.

وقال إن الإدارة بدأت تمارس ضغوطاً دبلوماسية أكبر، لكن من المبكر القول إن هذه الجهود ستنجح، فالخلافات داخل السودان عميقة وتوجد تيارات داخل السلطة ترى أن وقف الحرب الآن ليس في مصلحتها.

وأشار أيضاً إلى أن بعض الأصوات في واشنطن ترى أن التراخي الأميركي يفتح المجال أمام روسيا والصين لتعزيز نفوذهما في إفريقيا، ما دفع الإدارة إلى محاولة استعادة زمام المبادرة في الملف السوداني قبل فوات الأوان.

بين الحرب والسلام يبقى الرهان على الدبلوماسية، حيث يستمر الطرفان في تبادل الاتهامات وتصعيد العمليات، ويظل مصير السودان معلقاً على قدرة واشنطن وشركائها على تحويل الوعود إلى خطوات عملية.

يؤكد أدموند غريب أن الأزمة لن تحل خلال ليلة، لكن إذا واصلت الولايات المتحدة تحركها بالتنسيق مع القوى الإقليمية فقد نشهد بداية لمسار يوقف نزيف الحرب ويفتح باب الحل السياسي.

مقالات ذات صلة