رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | شبكات “التضليل” الإخوانية.. كيف عمقت معاناة السودانيين؟

شارك

تشكلت حملة التضليل الإخوانية في السودان منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، وتركزت على إعادة استحضار سرديات التسعينيات مع تطوير أدواتها وتكييفها لواقع الإعلام الحديث.

وأشار مختصون إلى أن الحملة اعتمدت سردية قديمة استخدمها التنظيم في بداياته للسيطرة على السلطة قبل أكثر من ثلاثة عقود، حيث سعى إلى اصطفاف شعبي حول دعواته الجهادية خلال حرب الجنوب، واستعطف الشارع بتقديم الحرب كصراع ديني وهوياتي ضد التمرد والأجندات الأجنبية.

وربطت الحملة الجيش بـ”حماية الدولة والشريعة”، مقابل ربط خصومه بالخارج والعمالة، في إطار خطاب يهدف إلى إضعاف الثقة في القوى المدنية وتبرير الحرب.

لكن المحللين نبهوا إلى أن هذا التصميم القديم اصطدم بالمتغيرات التكنولوجية الكبيرة التي حدثت منذ ذلك الوقت وحتى اندلاع الحرب الحالية، وهو ما جعل غربلة المعلومات والتعرف على الأخبار الكاذبة أسهل على العوام.

وفي محاولات لمواكبة هذه المتغيرات، عملت الحملة على تكييف الوسائل الحديثة لنشر الشائعات عبر منصات مثل تلغرام وفيسبوك وواتساب، وتنسيق حملات باستخدام وسوم وتسريبات مصنوعة ومقاطع مفبركة.

ورغم شراسة الحملة وإنفاق أموال طائلة من الموارد الوطنية لإدارتها، فإن وجود منصات متخصصة وخبرة في استخدام التقنية ساهم في كشف الكثير من الأكاذيب والادعاءات المضللة.

قصة التسعينات بوسائل جديدة

استثمرت الحملة في شبكة الدعاية التقليدية التي كانت مستخدمة في التسعينيات، لكنها طورت استخدامها لتأثيرها في الفضاء الإعلامي الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي والصفحات الوهمية والغرف الإلكترونية.

وفسر خبراء أن أبرز أدوات الحملة تتمثل في فبركة مواد مرئية وصوتية، وإعادة تدوير لقطات من ألعاب أو نزاعات سابقة، مع حزم رسائل متزامنة عبر وسائط مرتبطة بالفاعلين.

وأوضحوا أن الحملة استخدمت تدفقات دعائية واسعة لصرف الأنظار عن جرائم على الأرض ونسبتها إلى طرف آخر، إضافة إلى موجات تشهير ضد أعضاء القوى المدنية.

ومن أبرز ما ورد في الرصد أن الحملة تشبه إعادة خطاب الهوس الديني في التسعينيات مع تخليصه من التبعات باستخدام كتائب الجهاد وتظهير كتيبة البراء لاستغلال المشاعر الدينية.

وأشير إلى أن استهداف المكون المدني ظل هدفاً أساسياً للحملة، إضافة إلى تحميل تبعات الحرب لدول خارجية.

وذكر أن تأثير الحملة على مؤسسات الدولة كان واضحاً في الخطاب الرسمي، وتبنّى بعض السفراء السودانيين في الخارج روايات الحملة متجاهلين الأعراف الدبلوماسية.

استهداف ممنهج وتزييف السرد

استهدفت القوى المدنية المحلية بشكل ممنهج، لتقويض مصداقيتها وإضعاف شبكات المجتمع المدني، كما أُعيدت صياغة سردية الحرب لإخفاء مسؤولية التنظيم عنها وتشييع صورة قاتمة عن القوى المدنية الأخرى.

وأشار صحفيون إلى أن الإخوان اعتمدوا منصات وهمية وخطاباً دينيّاً ووطنياً لإعادة بناء صورة التنظيم.

وحذّر محللون من استهداف منذ الساعات الأولى للحرب للخطاب ضد الحكم المدني وتوجيه رسائل تدعو لتفكيك النظام، بهدف تهيئة الأرض لعودته عبر الحرب.

تمزيق النسيج المجتمعي وتبعاته

أكد مختصون أن سياسة فرق تسد ظلّت تكتيكاً ملازماً لنهج التنظيم لسنوات، وأن الحملة أدّت إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتكثيف الكراهية والانقسام لتسهيل السيطرة.

وأشارت الإعلامية إلى أن الحملة كانت منذ بدايتها مخططة ومعدة بشكل أقوى من استعداده للقتال، محذرة من أن تمزيق النسيج الاجتماعي هو أخطر نتائج الحرب وأكبر أثر كارثي لها.

وأوضحت أن الحملة استهدفت من ينادي بالسلام وبأوقفوا الحرب، ما أدى إلى إطالة فصول العنف وتداعياته الكارثية على المجتمع.

مقالات ذات صلة