يشهد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، هدوءاً نسبياً رغم استمرار الأزمة الإنسانية التي تلقي بظلالها الثقيلة على حياة آلاف النازحين الذين فروا من المعارك الأخيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
في أحد المخيمات التي تؤوي مئات العائلات تتكرر المناشدات يومياً للمنظمات المحلية والدولية بتقديم مساعدات عاجلة في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
يقول أحد النازحين: “نعيش منذ شهور دون طعام كاف أو مياه نظيفة، أطفالنا مرضى ونحتاج إلى العون فوراً قبل أن تزداد الكارثة سوءاً.”
يقدّر العاملون في المجال الإنساني عدد المخيمات ومعسكرات الإيواء في المدينة وضواحيها بأكثر من ستة عشر مخيمًا، يعيش فيها عشرات الآلاف من النازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم هرباً من القتال.
تحديات أمنية وألغام تعيق الإغاثة
تشير تصريحات مسؤولي الصحة إلى أن الأوضاع في الفاشر ما تزال معقدة رغم توقف المعارك، فالمدينة لا تزال مليئة بالألغام وتحولت إلى حقول من المتفجرات أمام المستشفيات ودور العبادة والمدارس، مما يجعل حركة المدنيين والفرق الطبية محفوفة بالمخاطر. تعمل السلطات مع فرق هندسية محلية لتفكيك الألغام وإزالة المتفجرات، لكنها تحتاج وقتاً طويلاً وتظل المهددات الأمنية تعرقل وصول الإغاثة إلى المخيمات.
نقص في الكوادر والمستهلكات الطبية
وأشار الوزير إلى أن وزارته أرسلت فرقاً طبية من نيالا لإعادة تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية في الفاشر، وبإمكاننا القول إنه تم إعادة العمل في المستشفى السعودي ومستشفى الأطفال وبعض المراكز داخل المخيمات، لكن الوضع يواجه نقصاً حاداً في الكوادر والمستهلكات الطبية. كما أن الوضع الصحي يزداد سوءاً بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء، فالصحة ليست علاجاً فقط بل تعتمد على توفر الماء والغذاء، لذا نحن بحاجة عاجلة إلى دعم المنظمات لتأمين هذه الاحتياجات الأساسية.
نداء عاجل للحكومة والمنظمات الدولية
ودعا علاء نقد الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك السريع لتقديم الدعم، موضحاً أن الحكومة التأسيسية بدأت التنسيق مع بعض الوكالات الدولية، لكن الاستجابة ما تزال محدودة. وأضاف أن حكومة التأسيس وضعت خطة طارئة لتأمين المياه والكهرباء والخدمات الطبية، لكنها لا تستطيع تنفيذها بالكامل دون دعم خارجي وضمان ممرات إنسانية آمنة.
أزمة إنسانية مستمرة
تتجدد الأزمة الإنسانية في الفاشر مع استمرار نقص الخدمات الأساسية وتحديات الوصول إلى النازحين وتوفير الماء والغذاء والرعاية الصحية، بينما تواصل الجهات المعنية العمل للحد من المخاطر وتسهيل مرور المساعدات.







