وصل السيد الرئيس أحمد الشرع صباح اليوم الإثنين 10 تشرين الثاني إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، حيث عقد اجتماعاً مغلقاً دون حضور صحفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
لقاء مغلق في البيت الأبيض
أفادت مراسلة الإخبارية بأن لقاء القمة انطلق في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت دمشق، بحضور محدود ودون تغطية صحفية مباشرة.
وسبق هذا اللقاء اجتماع تمهيدي عقده الشرع مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي براين ماست، وهو من المعارضين لإلغاء قانون قيصر بشكل كامل.
دعوات لإلغاء قانون قيصر نهائياً
دعا السيناتور الأمريكي جو ويلسون في منشور على منصة إكس إلى الإلغاء الكامل لقانون قيصر، مؤكداً أهمية منح سوريا فرصة حقيقية للانتقال نحو السلام والاستقرار.
وأشار ويلسون أيضاً إلى أن سوريا الحرة والمزدهرة تمثل اليوم أكبر فرصة في الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب الباردة، مشيداً باللقاء الذي جمعه بالرئيس الشرع في واشنطن.
أشار محمد علاء غانم، رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري الأمريكي، إلى أن الإدارة الأمريكية تستطيع تجديد تعليق القيصر كل ستة أشهر لكنها لا تملك صلاحية إلغائه، وأن الجهود مستمرة لإلغائه بشكل نهائي.
في السياق ذاته، قال مسؤول في الإدارة الأمريكية لفوكس نيوز إن وزارات الخزانة والخارجية والتجارة ستعلن بشكلٍ مشترك عن التدابير المتخذة لرفع القيود الاقتصادية وتوفير الوضوح بشأن الامتثال للمستثمرين.
وأكد أن الإدارة تحث الكونغرس على إلغاء قانون قيصر نهائياً لإطلاق النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن سوريا ستعلن عن انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش.
تعليق قانون قيصر
بالتزامن مع زيارة الرئيس الشرع، أعلنت وزارتا الخارجية والتجارة الأمريكيتان، إلى جانب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، تعليق العمل بقانون قيصر المفروض على سوريا، والسماح بنقل معظم السلع الأمريكية للاستخدام المدني دون ترخيص مسبق إضافة إلى البرمجيات والتكنولوجيا إلى سوريا أو داخلها.
أكّد البيان المشترك التزام واشنطن بدعم سوريا مستقرة وموحدة، مشيراً إلى أن القرار يهدف إلى دعم جهود إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب، مع استثناء المعاملات المرتبطة بروسيا وإيران.
تصريحات أمريكية داعمة
في تصريح خاص للإخبارية، قال السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد إن الحكومة السورية باتت حليفاً مهماً للولايات المتحدة، مشيداً بجهود المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك.
أشار فورد إلى أن إدارة ترامب تضع محاربة الإرهاب واستقرار المنطقة في مقدمة أولوياتها، مؤكداً أن واشنطن تدرس إعادة فتح سفارتها في دمشق.
كما أضاف فورد أن الإدارة تفهم أن الحكومة في دمشق ستتحكم يوماً ما بجميع المناطق السورية، في إشارة إلى اتفاق الحكومة السورية مع قسد.
أشار الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق للشؤون السياسية والعسكرية، إلى أن الولايات المتحدة تسعى لأن تكون سوريا تحت حكومة واحدة وسلطة موحدة.
أكّد عدم رغبة بلاده في تكرار تجارب الانفصال التي شهدتها دول أخرى في سوريا، معتبرًا أن العلاقة بين دمشق وواشنطن مرشحة لتكون قوية جداً في المرحلة المقبلة.
وثمّن كيميت تعهد الرئيس الشرع بقيادة سوريا نحو وحدة وطنية تشمل جميع المكونات، قائلاً: إن رؤية الشرع تتماشى مع رؤية واشنطن لسوريا موحدة تحترم مواطنيها.
قراءات تحليلية
وقالت كارولين روز، كبيرة الباحثين في معهد نيو لاينز للدراسات، إن زيارة الشرع تمثل بداية فصل جديد في العلاقات الثنائية، مع رصد واشنطن أن سوريا شريك أساسي في مكافحة الإرهاب، وأن اللقاء يشجع الاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات وتشجيع الاستثمار.
وأشارت روز إلى أن الشراكة السورية الأمريكية الجديدة ستعتمد تعزيز التعاون الأمني المشترك لمواجهة داعش، لا سيما أن الولايات المتحدة ترى في الشرع شخصية تسعى لتعزيز الاستقرار وتطوير العلاقات مع الدول المجاورة.







