بحث الرئيس الشرع التوصل إلى اتفاق نهائي مع الجانب الإسرائيلي يتطلب انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 8 كانون الأول، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب يدعم هذا الطرح ويمارس ضغوطاً لتحقيقه.
وأشار خلال مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرتها اليوم الأربعاء 12 تشرين الثاني إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة منذ 8 كانون الأول، منها قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، معتبرًا أن التقدم الذي أحرزته إسرائيل داخل سوريا لا ينبع من مخاوف أمنية بل من طموحات توسعية لها.
تصريحات حول المنطقة الآمنة والحدود
وحول الحديث عن منطقة كاملة منزوعة السلاح جنوبي البلاد، وصف الأمر بـ”الصعب”، متساءلاً “من سيقوم بحمايتها إذا حدث فيها أي نوع من الفوضى، ومن المسؤول إذا استخدمت بعض الأطراف هذه المنطقة منصة انطلاق لضرب إسرائيل”.
وقال الشرع إن “إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان لحماية نفسها والآن تفرض شروطاً في جنوب سوريا لحماية مرتفعات الجولان”، مضيفاً باستخفاف: “بعد بضع سنوات ربما سيحتل الإسرائيليون وسط سوريا لحماية جنوب سوريا وبهذه الطريقة سيصلون إلى مدينة ميونيخ”.
الحرب على داعش والحلول الأمنية
ورداً على سؤال تطرق إلى الحرب على تنظيم الدولة “داعش”، أفاد أن سوريا خاضت حرباً ضد التنظيم لمدة عشر سنوات دون دعم خارجي، وما تزال قادرة على تحمل هذه المسؤولية، مشدداً على أن إبقاء سوريا منقسمة أو وجود أي قوة عسكرية غير خاضعة لسيطرة الحكومة يمثل البيئة الأمثل لازدهار تنظيم داعش.
ورأى الشرع أن الحل الأفضل هو أن تشرف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا على دمج قوات قسد في القوات الأمنية التابعة للحكومة المركزية التي تتولى حماية الأراضي السورية.
العقوبات والعلاقات الأمريكية
وفي ملف العقوبات والعلاقات الأمريكية، أوضح الشرع أن العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة كانت سيئة طوال قرن، لكن هناك مصالح أمنية واقتصادية مشتركة يمكن البناء عليها، مضيفاً أن استقرار سوريا سينعكس على المنطقة بأكملها.
قضية الصحفي تايس والملف الإنساني
وتناول اللقاء الصحفي قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس، حيث بيّن أن سوريا أنشأت لجنة خاصة للمفقودين من حاملي الجنسية الأمريكية، وأنه التقى والدة تايس ورتب لها لقاءً مع والدته التي عاشت تجربة فقدانه لسبع سنوات.
وأشار الشرع إلى أن خلال الحرب التي شنها النظام البائد ضد الشعب السوري بلغ عدد المفقودين نحو 250 ألف سوري، بينهم أشخاص يحملون جنسيات أخرى على غرار أوستن تايس.
ونوه بإطلاق سراح مواطن أمريكي من السجون وتسليمه فورا إلى السلطات الأمريكية بعد إسقاط النظام والدخول إلى دمشق في كانون الأول الفائت.
الأقليات والانتقال السياسي
وفي ملف الأقليات، شدد الشرع على أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية بعد أن خرجت من حرب شديدة وحكم ديكتاتوري دام 60 عاماً، موضحاً أن بعض الجماعات التي تريد الاستقلال أو الحكم الذاتي تستخدم الطائفية لتبرير مصالحها، رغم أن السوريين تعايشوا معاً لأكثر من 1400 عام.
العلاقة مع روسيا وحقوق السوريين في المحاكمة
أما عن العلاقة مع روسيا، قال الشرع: “كنا في حرب قاسية ضد روسيا دامت عشر سنوات، وقد أعلنتْ مقتلي عدة مرات”، مستدركاً الحديث بالتأكيد على الحاجة إلى روسيا وتواجدها كعضو دائم في مجلس الأمن، مع الحفاظ على حق السوريين في المطالبة بمحاكمة بشار الأسد.
وكان الرئيس أحمد الشرع قد وصل صباح أمس الثلاثاء إلى البيت الأبيض، حيث عقد اجتماعاً مغلقاً مع نظيره الأمريكي، بحضور وزيري الخارجية في البلدين، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.







