الموقف الأميركي من النزاع في السودان
أكد خالد عمر، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني القيادي في تحالف صمود، أن الموقف الأميركي من النزاع في السودان واضح للغاية ويتسق مع خارطة الطريق الرباعية، رغم محاولات تصويره بأنه تغير في توجهات واشنطن.
قال عمر في حديث خاص لسكاي نيوز عربية إن تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حول احتمال تورط أطراف خارجية، بما فيها إيران، ليست سوى تأكيداً مباشراً للمبادئ الأساسية في خارطة الطريق وعلى رأسها الوقف العاجل لإطلاق النار وقطع إمدادات السلاح عن كل الأطراف.
وأضاف أن روبيو شدد أيضاً على ضرورة الانتباه لمخاطر تصاعد أنشطة الجماعات الجهادية في السودان.
خلفيات تاريخية ومخاوف واشنطن من الإرهاب
وتابع أن هذه التصريحات جاءت بعد ساعات من تصريحات مستشار الشؤون الإفريقية في الإدارة الأميركية مسعد بولس، الذي دعا طرفي النزاع إلى توقيع هدنة إنسانية مطروحة أمامهما، مما يؤكد أن الولايات المتحدة منخرطة فعلياً مع شركائها في الرباعية المتمثلة في السعودية والإمارات ومصر في جهود وقف الحرب وتنفيذ بنود خارطة الطريق.
وعن مخاوف واشنطن من أن يتحول السودان مجدداً إلى بؤرة للجماعات المتطرفة، أوضح عمر أن التاريخ القريب يبرر هذه المخاوف، فقد كان السودان مركزاً لتجمع الجماعات الجهادية منذ أوائل التسعينيات حين تأسس المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي جمع تنظيمات من دول عدة، وكان من بينها جماعات مرتبطة بتفجيرات نيروبي ودار السلام عام 1998 وتفجير المدمرة كول عام 2000 ومحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك عام 1995.
ويرى عمر أن الحرب الحالية خلقت فراغاً وضعفاً شديدين في الدولة، بالتزامن مع عودة نشاط الحركة الإسلامية التي أسقطتها ثورة ديسمبر، محذراً من أن استمرار القتال سيمنح هذه المجموعات مساحة أوسع للتمدد داخل السودان بدعم شبكاتها الإقليمية.
الموقف من المسار السياسي والهجوم على المنصات الاجتماعية
وفيما يتعلق بالهجوم الذي يتعرض له على منصات التواصل الاجتماعي، قال عمر إن هذه الحملات تقف خلفها جماعات متكسبة من الحرب وأطراف مرتبطة بالنظام السابق، مؤكداً أن هدفها الأساسي استهداف الداعين إلى إنهاء الحرب عبر تطبيق استراتيجية قتل الرسالة بقتل حاملها.
وشدد قائلاً: نحن ضد الحرب ولا ننحاز لأي طرف. لا حل عسكرياً لهذا النزاع، ونؤمن بحل سلمي يقود لانتقال مدني ديمقراطي يختار فيه الشعب من يحكمه وينهي عقود الحكم العسكري ولا يسمح بعودة النظام السابق.
وأكد أن الهجمات لن تثنيه عن موقفه، موضحاً أن هذه الحملات تكشف عجز أصحابها عن مواجهة وضوح موقفنا وتدفعنا للاستمرار للأمام لأننا في معسكر الحق والسلام، لا في معسكر الدم والدمار.







