رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | مشهد أمني وسياسي معقد.. ماذا يحدث في سوريا؟

شارك

تتصاعد التوترات الأمنية في امتداد الجغرافيا السورية وتبرز محافظة السويداء مجددا على واجهة المشهد بعد إعلان لجنة التحقيق توقيف عناصر من الجيش والأمن الذين ظهروا في لقطات مصورة خلال ارتكاب انتهاكات، في خطوة وصفتها اللجنة بأنها محايدة وغير خاضعة لتوجيهات.

غير أن هذه التطورات، بدلاً من تهدئة الاحتقان، فتحت الباب أمام تساؤلات حول استمرار الاشتباكات واتساع العنف، بالتوازي مع تحركات عسكرية وسياسية متشابكة تمتد من ريف حمص إلى الرقة وصولاً إلى الجنوب السوري، حيث تستثمر إسرائيل في مناخ الفوضى لتعزيز حضورها في محيط جبل الشيخ.

سياق سياسي متحول

أوضح الخبير العسكري والأمني عبد الله الأسعد أن النشاط الدبلوماسي والسياسي المتنامي للحكومة السورية خلال المرحلة الأخيرة وما تلاه من تفاهمات أمنية وانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش شكّل عامل ضغط مباشر على المجموعات المسلحة والخلايا الإرهابية، واعتبر أن هذا الحراك السياسي النشط ينذر بتصاعد العمليات الإرهابية كرد فعل من الأطراف المتضررة.

وأشار إلى أن التصريحات الغربية، ومنها ما صدر عن المبعوث الأميركي حول اعتبار سوريا شريكا في مكافحة التنظيمات الإرهابية، تمثل مؤشراً إلى مرحلة جديدة في التعاون الأمني قد تمتد إلى ملاحقة خلايا مرتبطة بحزب الله داخل الأراضي السورية.

رسائل عبر التصعيد

لفت الأسعد إلى أن الخلايا المسلحة سارعت إلى إرسال رسائل تصعيدية قبل توسع عمليات الملاحقة، مؤكدا أن قوات الأمن والجيش تقود يوميا عمليات لاقتحام أوكار ومخازن خلفها حزب الله والميليشيات التابعة له إلى جانب تنظيم داعش في الأحياء الجنوبية لدمشق.

وذكر أن انهيار الجبهات السابقة ترك مخازن كبيرة لم تتمكن المجموعات من سحبها، وهو ما يفسر استمرار نشاط الخلايا المتخفية ومحاولاتها إعادة التموضع عبر عمليات نوعية، مثل الهجوم الصاروخي على منطقة المزة في دمشق.

وأكد الأسعد أن الفرق العسكرية والأمنية تمكنت سريعا من تحديد مواقع إطلاق الصواريخ اعتماداً على تقنيات متقدمة وتقسيم قطاعي، ما أسفر عن توقيف بعض المتورطين.

ورأى أن هذه الخلايا تمثل جزءاً من التحديات الممتدة في الجنوب والمنطقة الوسطى والشرقية، وفي المناطق الحدودية مع لبنان التي كانت خاضعة سابقاً لنفوذ ميليشيات مثل حزب الله.

إيران تتراجع

أشار الخبير إلى أن إيران تضررت من الواقع الجديد وتراجع نفوذها إلى درجة خروجها الكامل من المشهد، مؤكداً أنها لم تعد تمتلك آليات تنفيذ داخل سوريا، مما يدفع المجموعات الحليفة إلى التصعيد لإرباك المشهد.

محاولات خلط الأوراق

شدد الأسعد على أن العمليات الإرهابية تزداد عادة قبل استحقاقات سياسية مهمة، مضيفا أن بعض الهجمات تزامنت مع زيارة مسؤولين إلى واشنطن، في إطار مسعى لخلط الأوراق ومنع قيام مسار قانوني واضح مستفيدة من اللحظة السياسية الحساسة لتحقيق مكاسب أو منع خسارة نفوذ.

كما تطرق إلى أن تعدد الأيديولوجيات لدى الفصائل كان عائقا أمام قيادة موحدة، فلكل فصيل شرعيته ومرجعياته، إلا أن مبادرة وزارة الدفاع لتوحيد الفصائل ضمن جيش واحد شكلت نقطة تحول مهمة في ضبط الإيقاع العسكري وتوحيد الخطاب والسلاح.

وأكد أن الجيش السوري لم يعد يعمل وفق العقيدة السوفيتية السابقة، بل يتجه إلى عقيدة جديدة تمزج بين مدارس شرقية وغربية، مع التركيز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن تحديث منظومات الدفاع الجوي وصفقات السلاح المتقدمة سيقللان الاعتماد على العنصر البشري ويزيدان الدقة والفعالية.

وختم بأن التحركات المحدودة هنا وهناك لن تغير مسار إعادة الهيكلة، فالدمج وتحديث العقيدة القتالية قائم على أسس استراتيجية واضحة.

مقالات ذات صلة